IMLebanon

انزعوا الورقة الفلسطينية من أيدي الأصوليين

… وكالعادة هددت واشنطن باستخدام الڤيتو في مجلس الامن الدولي على الطلب الفلسطيني بانسحاب إسرائيل من الضفة والقدس الشرقية؟!

من حيث الوقائع وتجارب الماضي نحن نستبعد أن تتخذ الولايات المتحدة الاميركية موقفاً يؤيّد حقوق الفلسطينيين المشروعة، وإن كان موقفها هذا يتعارض مع المواقف الدولية عموماً بدءًا بحلفائها الاوروبيين: فوزير الخارجية الفرنسي يؤيّد الطلب الفلسطيني بعد قرار النواب الفرنسيين (غير الـمُلزم) بتأييد قيام دولة فلسطين، وكذلك معظم البرلمانات الاوروبية، وروسيا والصين موقفهما واضح دعماً للطلب الفلسطيني.

صحيح أنّنا كعرب لا نثق بالصهاينة… ومع ذلك كنا نأمل أن تكون فرصة لإسرائيل أيضاً بمقدار ما هي فرصة للفلسطينيين عساها تكون مقدّمة لإنهاء هذا النزاع الخطير الذي أودى (مباشرة أو بسببه) بأرواح الملايين في فلسطين والمنطقة والعالم، وشرّد شعباً من أرضه، وشتته في أربعة أقطار المعمورة، وأرهق بلداناً عدّة في طليعتها لبنان.

نقول قد تكون فرصة لأن البديل عن أي اتفاق هو: «داعش»، وهو «النصرة»، وهو «القاعدة»، وهو المزيد من العمليات الانتحارية التي حدثت وتحدث في داخل فلسطين وفي سواها من البلدان.

وكان على الاميركي ان يتنبّه الى أنّ كل هذه الطائرات للقضاء على «داعش» و»النصرة» وسواهما لن تجدي، لأنّ تلك التنظيمات ما كانت لتوجد أصلاً وفي يدها ورقة فلسطين التي هي واجهة تتلطّى وراءها الحركات الأصولية… ولا يمكن نزع هذه الورقة منها إلاّ بإقرار اتفاق على قاعدة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

والاسرائيلي يجب أن يدرك أنّ التطرّف الصهيوني هو الذي أدّى الى التطرّف الاسلامي.. فعلاً، لقد آن الأوان ليتمكن الفلسطينيون من إقامة دولتهم على أرضهم حتى إذا تمّ ذلك أدرك الاسرائيلي أي تغيير كبير سيحصل…

ويحضرني هنا أنّه قبل بضع سنوات كنت في ابوظبي، والسائق الذي كان بتصرّفي هو من مسقط، ومن خلال تبادل الحديث بيننا حول العمليات الانتحارية، وكذلك الظلم الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، قال لي: يا استاذ الحل الوحيد هو بالجهاد.

وهذا نموذج مصغّر عن اقتناع كبير لدى الناس في العالمين العربي والإسلامي.