IMLebanon

«أوعى خيّك»… على المحكّ !!

اذا صحّ ما يشاع ان قوى 8 اذار، وخصوصاً حزب الله وحركة أمل، اعلمت من يعنيهم الأمر بتشكيل الحكومة الجديدة، ان الحقائب الوزارية السيادية الاربع، وبعض الحقائب الرئيسية، وذكرت تحديداً وزارتي الاتصالات والعدل، لا يمكن تسليمها لأي حزب او تيار او شخصية مستقلة، الاّ بموافقتها ورضاها.

واذا رضخ من «يعنيهم الامر» لهذه الشروط، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري، فهذا يعني ان عاصفة جديدة سوف تهبّ على لبنان، لا تقاس بالعواصف السابقة التي نتجت عن التعطيل والفراغ، وتشكيل الحكومات «المسخرة»، لأن الاقنعة التي قيل انها ستسهّل ولادة العهد العوني وحياته، تكون قد سقطت، وظهرت النية الحقيقية التي تؤكد بأن هناك فريقاً يريد حقاً وضع يده على الحكم والدولة، ومن لا يقبل، «فليبلّط البحر، او يدقّ رأسه في الحيط».

بداية، لا بدّ من القول، انه من حق الشعب اللبناني ان يطّلع على الحقائق كاملة، وهل ان ما يشاع وتتداوله وسائل الاعلام، صحيح، او هو مجرد تكهنات وتسريبات وذخائر خلّبية تفرضها المناورات السياسية، وطالما ان الشعب يلاحظ وجود عقبات في طريق تشكيل الحكومة الجديدة، ولم يسمع من المسؤولين كلاماً حول صحة او عدم صحّة ما ينقل ويشاع، فمن الطبيعي ان يشعر بالقلق وان ما يلاحظه ويسمعه هو الصحيح، وبدأ يتوقع مستقبلاً أسود، مكان المستقبل المنير الذي منّ النفس به بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

* * *

بناء على ما تقدم، يمكن القول بأن الغيارى على مصلحة لبنان وعلى صيغة العيش المشترك، يتمنّون بصدق الاّ يكون هناك فريق لبناني يريد حقاً عزل فريق آخر ومصادرة حقوقه، والمغامرة بخلق شرخ عامودي بين الطوائف والمذاهب، كما انهم يعوّلون على وطنية سيّد العهد، وحرصه على حقوق جميع مكوّنات هذا الوطن، وعلى تنفيذ الدستور، بأن يقول كلمة لا مدوّية لأي شرط او فيتو او محاولات فوقية لزيادة ضعف الدولة، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري صاحب شعار «لبنان اولاً» وليس هذا الحزب او هذه الطائفة او هذا المذهب، كما ان هناك واجباً أمام جميع الاحزاب والتيارات والشخصيات السيادية المؤمنة بالحرية والديموقراطية والعنفوان والكرامة، وخصوصاً حزب التيار الوطني الحر، الذي آمن بالتحالف والتعاون والتفاهم و«باوعى خيّك»، بأن يقف الجميع وقفة واحدة رافضة لأي تصرّف او تفكير او تهديد الغائي لحزب القوات اللبنانية، واي حزب او تيار او شخص آخر، كما ان حزب الكتائب الذي سبق وتعرّض لعملية عزل، دمّرت لبنان، مدعوّ لأن يكون في طليعة من يقف في وجه العزل والفيتو، حتى ولو اضطّر جميع افرقاء الحالة السيادية، ان يرفضوا الدخول في حكومة، تضم وزراء آتين من احزاب تنتهج القوّة والفرض في تعاملها مع الآخرين.

ان تشكيل هذه الحكومة بالذات، هو فرصة لاختبار النيّات والمواقف، وكشف من يريد الدولة والقانون والعيش الواحد، ومن لا يريد كل هذه الثوابت والمسلّمات، وهو فرصة لتنفيذ شعار «اوعى خيّك» عملياً وليس شعراً وغناء.