Site icon IMLebanon

خذوها… وخلّصونا

 

خذوها… لأن الذين ورثوها لا يستحقونها…

منذ أَنْ كُتِبتْ لهم، وهمْ عليها يتقاتلون…

وحتى لا تظل سبباً للتقاتل ولا تتعرَّض هي للقتل، خذوها وخلّصوها منهم، وخلّصونا منها.

هذه الحورية الساحرة، والتي أصبحت فتاةً لقيطاً على أبواب قصر بعبدا بسبب الشجار العائلي، كلُّهم يرون فيها ليلى العامرية، وكلّهم يهيمون بها

شغفاً، وكلّهم يسمّون أنفسهم قيس بن الملّوح، وكلُّهم اشتهروا بمجانين ليلى.

خذوها أنتم وأنقذوها، وانقذوا عشَّاقها الموارنة من شرّ الجنون.

خذوها… لعلهم يعودون الى رشدهم.

ولعلّ الحضور الماروني المغيَّب يبلغ سن الرشد.

ولعلّ الحق السائب يصبح وراءه مطالب.

ولعلّ الموارنة الأقوياء يستعيدون قوتهم بوحدتهم.

خذوها… حتى لا تظلّ معّرضة للسبي، ولا يظلّ الإستحقاق الرئاسي معرّضاً معها للفراغ.

ثلاث وعشرون جلسة نيابية لإملاء الفراغ الرئاسي كانت جلسات بتراء دونما نصاب، لأن وراء الفراغ الرئاسي فراغاً مارونياً، ولأن المنصب لو كان لغير الموارنة لتعبَّأ حتى لا يتّسع لورقة الورد.

وحدها الجلسات النيابية البتراء تكون للإنتخاب الرئاسي، ووحدها الجلسات النيابية المكتملة النصاب هي التي يمدد فيها النواب لأنفسهم، أطال الله أعمارهم الحياتية وأعمارهم النيابية حتى ولو قُصِّرتْ معهم أعمارنا.

يا صديقي الرئيس نبيه بري.

لا ترهق أعصابك وعقلك وصوت المطرقة، متسائلاً ما إذا كان النواب يستحقون رواتبهم.

وما إذا كان هناك مسوِّغ قانوني لحلّ المجلس، مع أنَّ مسوّغ الحلّ موجود، والموجود محلول.

ومن قال لك أيها الصديق برّي إنَّ لبنان يحتاج الى رئيس أو الى حاكم.

عندنا… يعيد التاريخ نفسه مع الإسكندر الذي عندما دخل مقاطعة يونانية وسأل عن الحاكم فيها قال له أهلها: نحن لا نحتاج الى حاكم لأن قويّنا يرحم ضعيفنا، ولأن كلّا منا يعرف حقَّه ويقف عنده.

ونحن، يا صديقي الرئيس بري:

يصْدفُ أننا أيضاً لا نحتاج في لبنان الى رئيس وحاكم.

لأن قوينا راحمٌ، وضعيفنا مرحوم.