IMLebanon

احاديث المتغيرات المحلية والاقليمية؟!

 

المهم في كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى التاسعة لحرب تموز، انه حدد مسار السياسة الحزبية من دون لف او دوران، خصوصا بالنسبة الى استحقاق رئاسة الجمهورية ومصير جلسات مجلس الوزراء، لاسيما قوله ان «العماد ميشال عون ممر الزامي الى انتخابات رئاسة الجمهورية والى حكومة منتجة»، مع كل ما يعنيه كلام الاخرين عن «كسر الجنرال وعزله»، وهذا مرفوض في نظر الحزب، اضافة الى ان «خيارات الشارع مفتوحة» اي ان نصر الله قد بشر بالنزول الى تظاهرات التيار مع كل ما يعنيه ذلك من تغيير في مجريات التصعيد السياسي (…)

ان صراحة الامين العام لحزب الله بلغت ذورتها في كل ما اتى على ذكره، من غير ان يشير الى مطالب مسيحية يثيرها وزراء التيار في مجلس الوزراء، الامر الذي اوصل الحكومة الى نقطة الصفر مع ما يعنيه الصفر من ابعاد ومعان سياسية ووطنية على الجميع اخذها في الاعتبار الوطني (…)

لذا، من الصعب بل من المستحيل عدم اخذ كلام نصر الله في الاعتبار، في وقت التذكير بان لا رئيس للجمهورية في حال استمر عون مرشحا، فضلا عن ان المورد السياسي لحزب الله قد حدد اطار المناكفة السياسية التي يرفض تجزئتها مهما اختلفت الاعتبارات خصوصا ان ما اتى على ذكره الامين العام قاله بصراحة متناهية لا لبس فيها، «لان ظروف الحزب والتيار الوطني وتكتل التغيير والاصلاح متلازمة ضمنا»، حيث لكل طرف موقفه الواضح من العلاقة التي تربط قوى 8 اذار ببعضها، من دون حاجة الى القول ان هناك لعبة تقضي بسحب البساط من تحت ارجل العماد عون الذي يبدو مرتاحا الى وضعه والى ما سمعه من اكبر حلفائه على لسان السيد (…)

ولان الحكومة مجمدة حتى اشعار اخر، تبدو امورها سائرة نحو الكلام في العموميات، حيث لا استعداد من جانب قوى 14 اذار لان تفتح صفحة جديدة من العلاقة مع عون، في الوقت الذي يعرف الجنرال حاجة خصومه الى ان يمد لهم يد التفاهم، من خلال الاخذ بوجهة نظره، والا ستستمر التعقيدات على ما هي عليه بعكس كل ما يقال عكس ذلك، لاسيما بالنسبة الى الحاجة المشتركة الى التفاهم والا استمرت الامور سائرة باتجاه المجهول!

صحيح  ان الامين العام لحزب الله قد حسم خياراته منذ زمن طويل، فيما لا تبدو ردود الفعل عليه جاهزة الاخذ بما انطوت عليه كلمته من مواقف واضحة لا تحتمل التأويل الذي درجت عليه الحال السياسية في لبنان، ان لجهة القول او الفعل اللذين كثيرا ما يتغيران بتغير الظروف والمناسبات. ومن هنا فقط يفهم الكلام على الشراكة الوطنية، غير الشراكة في الخوف والغبن التي تبقى الامور على ما هي من تأزم وتصعيد!

والذين على بينة من المعاني التي حددها السيد نصر الله فانهم لا بد عارفون لما قصده محليا واقليميا ودوليا، لاسيما بعد تعليق الامال على توقيع الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايران، وانتظار هؤلاء تغييرا لم ولن يحصل بحسب معلومات الحزب ومفهومه للحال السياسية ذات العلاقة بايران، بعكس كل ما توقعه الاخرون لجهة تطور الامور باتجاه السكينة المحلية، بما في ذلك انسحاب مقاتلي الحزب من الحرب السورية، فيما دل كلام نصر الله على ان لا مجال للانسحاب من الحرب هناك طالما بقيت  حاجة الى من يوظف قدراته حفاظا على النظام السوري ووحدة الاراضي السورية؟!

ومن لان الى حين ظهور بوادر انفراجية مختلفة تماما عن كل ما قاله الامين العام لحزب الله، ستبقى الامور عالقة عند عقدة رئاسة الجمهورية حيث يستحيل ان يتغير الاتجاه، الا بعد وصول الجنرال الى قصر بعبدا، او تراجعه عن سعيه الى الرئاسة الاولى، كي لا يقال انه لم يعد ممرا، ان لجهة الرئاسة او لجهة الحكومة التي باتت عملة وطنية مسحوبة من التداول حتى اشعار اخر، من ضمن مجموعة متيغرات سياسية قد تتأتى عن طريق المتغيرات في سوريا، او من خلال افرازات الاتفاق النووي الذي تعتبره ايران مكسبا محليا واسلاميا لا تراجع عنه، فيما يؤكد الواقع ان الاميركيين توصلوا الى جعل طهران  ننصاع لاوامرهم!

هذا المشهد السياسي الدولي يختلف في جوهره عن كل ما عداه من تصورات لمخارج محتملة في لبنان والمنطقة، لكن الاحتمالات تبقى واردة عند الحديث عن امكان استقرار الوضع السياسي والعام في لبنان، بينما تتراجع الحلول ظاهرا مع كل تصريح وموقف يصدر عمن يعنيهم الامر ان كان مصدره محليا بما في ذلك مرجعيته السياسية ذات العلاقة بتطورات المنطقة، قياسا على كل ما ظهر من مواقف وتطورات من غير حاجة الي تحديد مصدرها؟!