IMLebanon

محادثات لا مفاوضات بين عون وجعجع ترشيح عون خارج البحث

بات من المؤكد ان اللقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، ورئيس حزب «القوات اللبنانيةش الدكتور سمير جعجع، سيعقد في مطلع العام الجديد، دون ان يتم تحديد موعد نهائي له، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة للتحضير له، اذ هي تصف اللقاء بانه محادثات بين الرجلين وليس مفاوضات وهو التوصيف اللغوي والسياسي الادق، لان اي حوار سيبدأ بين رجلين سيكون اولا لتطبيع العلاقات، كما لكسر الحاجز النفسي بينهما، ثم لخلق مساحة مشتركة ينطلقان منها في محادثات تسبق المفاوضات التي تكون المرحلة النهائية. وهو ما يجب التمييز بين المحادثات والمفاوضات.

فما بين الطرفين هو نحو من ربع قرن واكثر من الخلافات ادت الى حرب مدمرة، قتل فيها المئات وجرح الالاف وحصلت عمليات خطف وتهجير وتخريب وتدمير للمدن والبلدات، وتخللها تبادل اتهامات وشتائم، ورافقها تحريض وتخوين، وان حصل بعد نفي عون وسجن جعجع هدنة ما بينهما، وجمعهما نضال مشترك ضد الوجود السوري العسكري والامني، الذي نتج عنه انسحابه اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقيام «ثورة الارز» وحصول حشد 14 اذار 2005، فان لقاءات يتيمة حصلت بين عون وجعجع، لكنها كانت عابرة ولم تبحث في مسببات الازمة اللبنانية او الوطنية، ولا بالوضع المسيحي، لذلك فان اللقاء الذي سيجمع الرجلين سيركز على المسببات وليس على النتائج ومنها انتخابات رئاسة الجمهورية، كما تقول المصادر التي تشير الى ان كل طرف اعد جدول اعماله، وقد جرى عرضه في الاجتماعات التي تعقد في منزل عون في الرابية وبحضوره بين النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الاعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي، حيث لا يعرف احد مضمون ما يجري في هذه الاجتماعات التي تبقى سرية، لضمان نجاح اللقاء ثم المحادثات بين عون وجعجع، وان كل ما يثار في وسائل الاعلام، هو مجرد تحليلات واستنتاجات لا تمت الى الواقع بصلة، وان ظهور الوسيطين كنعان ورياشي في وسائل الاعلام هو للحديث عن الظاهر وليس عن المضمون الذي يبقى سريا الى حين انعقاد اللقاء الذي لم يحدد جدول اعماله النهائي، وسيكون ملف رئاسة الجمهورية في عداده كنتيجة لسبب سيتم البحث فيه.

والتحضير للقاء ينطلق من بحث جدي وعميق كما تقول المصادر المتابعة له وعلى صلة بالطرفين، وانه ليس مطروحا ترشيح عون وهو خارج البحث، وان جعجع لم يطلب منه سحب ترشيحه، بل هو قدم مبادرة واضحة تؤكد على سحب ترشيحهما معا وسوياً، او ان يبقيا اذا لم يتم التوصل الى بديل.

فالمحادثات اذا ما بدأت، لن تكون على معيار من سيكون مرشحا لرئاسة الجمهورية بحسب المصادر بل عن مسببات ما وصلت اليه انتخابات رئاسة الجمهورية، والبحث بالسبل والوسائل لانقاذ هذا الموقع المسيحي من ان يكون عرضة للابتزاز او الفرض او الرفض، وان التركيز سيتم خلال المحادثات حول حماية هذا المنصب الاول في الجمهورية الذي يتبوؤه مسيحي، والى مقاربة فعلية وحقيقية لما آلت اليه اوضاع المسيحيين في ان يخسروا ان يكون لهم مرشح يطمئنون اليه.

فاللقاء المنتظر بين عون وجعجع، ليس مرتبطا بالحوار الذي بدأ بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» تؤكد المصادر لان لكل منهما حيثياته واسبابه الموجبة، تختلف عن الاخر، ولا رابط بين نجاح الحوار او فشله باللقاء بين قائدين مسيحيين، باتت الضرورة الوطنية والمسيحية تفرض عليهما ان يجلسا معا في بحث جدي بأسباب ما يحصل في لبنان، والخروج بخلاصات ونتائج قد تكون مقدمة، لمعالجة الازمة الوطنية في حوار شامل لكل المكونات السياسية اللبنانية وما تمثل…