IMLebanon

تمّام بك متى تستقيل؟

عملياً تجاوز تمام سلام حدود أيوب في الصبر كما في التأني وفي التجرد كما في الاستقامة، وفي التكرار اليومي لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كما في الجهد اليومي لتفعيل عمل حكومته التي تترنح امام اصرار البعض على دفع البلاد الى الفراغ الكامل.

مهما قيل بات من الواضح اننا أمام حال “وافق شنٌ طبقة”، فهناك من يصرّ على تعطيل نصاب انتخاب رئيس الجمهورية ما لم يتم طبقاً لقاعدة “أنا أو لا أحد”، وهناك من يدعم هذا التوجّه كذريعة للمضي في التعطيل، الذي يشلّ مؤسسات الدولة ويدمر صدقية النظام ويسفّه فاعلية الدستور، الى ان يكفر اللبنانيون من حال الشلل فيخرجون يائسين من تحت أكوام النفايات المنزلية صارخين:

خلِّصونا تعالوا لنبدأ من الصفر، تعالوا لنتفق على دستور جديد ونظام جديد، فقد أصبحنا دولة فاشلة بإمتياز، وليس من مخرج سوى مؤتمر تأسيسي او لنقل مؤتمراً وطنياً نتفق فيه على وضع الأسس لهذه الجمهورية المسخرة.

عندها تُفتح الحسابات ويبدأ العدّ:

لماذا يا قبّاري يحصل المسيحيون على النصف وهم ليسوا نصف اللبنانيين بل ثلثهم أو لنقل أكثر قليلاً من الثلث، وما معنى المناصفة قياساً بقواعد الديموقراطية عندما تكون المثالثة الترجمة الصادقة للواقع النسبي لأعداد المواطنين السعداء، ثم ان الإستمرار في هذا الدستور سيبقي لبنان دولة نفايات ومنفيين هرباً من القرف واليأس، وليس من مخرج فلا التقسيم ممكن ولا الكونفيديرالية مقبولة وليس في وسع اللامركزية الواسعة ان تعمل مع غياب الإتفاق على الشؤون المركزية لأي دولة تطبق اللامركزية!

عندها ماذا يقول الذين يقرعون طبول حقوق المسيحيين، اولئك الذين يسيرون بعيون مفتوحة لا بل مطبقة وراء التعطيل الزاحف في الدولة ومؤسساتها من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب ثم الى الحكومة، في حين صارت كل وزارة مزرعة، وكل إدارة دكاناً، وكل مصلحة سوق أوقية، وكل موظف مديراً، وكل مدير وزيراً، وكل وزير فخامة رئيس؟

فعلاً ماذا ستقولون غداً عن حقوق المسيحيين، وماذا سيقول البطريرك الماروني الذي استهلك كل البخور والعظات وتراتيل السموات ولم يعلن موقفاً واضحاً او مفهوماً عندما يستمر في وضع جميع النواب في سلة واحدة إن نزلوا او لم ينزلوا الى مجلس النواب لانتخاب رئيس؟

أعود الى تمام سلام الذي يحافظ على رائحة القرنفل على رغم ان حال السياسات مثل حال شوراع بيروت، وأسأله:

ماذا تنتظر لتستقيل، وماذا فعل الذين يطالبونك بعدم الاستقالة لتسهيل عمل حكومتك غير وضعك على الصليب وانت المسلم – المسيحي، وهل تستطيع ان تأكل وتشبع عندما يكون مفروضاً عليك “صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل وكل واشبع”… تمام بك ماذا تنتظر لتتنفس؟