IMLebanon

تمّام سلام لبنان

من حظّ لبنان واللبنانيّين بمختلف أطيافهم أن يكون تمّام سلام رئيساً للوزراء، في هذه المرحلة المجنونة التي يشهدها لبنان وتعيشها المنطقة العربيَّة للمرَّة الأولى في تاريخها. فهو في واقع الأمر والحال تمام سلام لبنان.

ونظراً الى الفراغ المخيَّم على الجمهوريَّة المشتّتة، وقصر الرئاسة، والدولة والمؤسسات، فان ثمة ما يشبه الاجماع على أن وجود رجل بحكمة الرئيس سلام وتعقله ودرايته وطول الآناة التي يتميَّز بها قد وفَّر على البلاد والعباد الكثير من الانزلاقات صوب مخاطر غابات الارهاب والفوضى غير الخلاّقة.

والبرهان أكبر دليل. فما يواجه لبنان اليوم، وما ترزح تحت وطأته دول كبرى في العالم العربي، خير شاهد.

ستاتيكو الفراغ الرئاسي مستمر. المساعي والمحاولات في هذا الصدد شبه معطَّلة. وما دام لبنان بلا رئيس فان الناس سيواصلون ترديد المثل القائل دولة بلا رئيس كجسم بلا رأس.

الى متى؟ لا جواب جاهزاً لدى أيّ من القيادات والمرجعيّات. ولكن، حتماً لن يبقى لبنان بلا رئيس الى أبد الآبدين.

وتمّام سلام يؤكد ان الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” ضروري للغاية في هذه الظروف اللبنانية الصعبة. فمن جهة يوفِّر دعماً للاستقرار ووحدة الصف، ومن جهة أخرى لا بدَّ أن يكون له دور فعَّال في حلّ المشاكل السياسيّة المتشابكة، والمساهمة في تعبيد الطريق أمام مساعي ملء الفراغ في رئاسة الجمهوريَّة.

ما من شخصيّة سياسيَّة، ما من مسؤول، ما من أحد يستطيع المزايدة على تمام سلام في مجالات بذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق وضع أمني متقدّم، “يكفل للمواطن أن يتحرّك ويتنقَّل ويعمل وينتج في نطاق الحدّ الادنى من الأمان”.

لا شك في أن الشغور الرئاسي أربك الجميع، مما جعل “العمل المؤسساتي في نظامنا الديموقراطي يشوبه خللٌ كبير” سببه الأول والأخير تعطيل الدولة والمؤسَّسات، والحؤول دون انتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة.

ولا يفوت رئيس الوزراء أن ينبه الحاضر والغائب من اللبنانيّين وأصدقاء لبنان الى “أن استمرار الفراغ الرئاسي يشكّل إضعافاً للوطن”، وينذرنا جميعنا بخطورة هذا الوضع الشاذ الذي بات من الضروري جداً تداركه بالتي هي أحسن وأسرع وأصلح.

بديهيٌّ أن يرحّب اللبنانيّون من مسؤولين ومواطنين عاديين بهديَّة الحوار الذي يرى فيه الرئيس سلام “تطوراً سياسيّاً كبيراً، مع حثّ المتحاورين والمرجعيات المسؤولة في هذا الصدد على دفع هذا الحوار ودعمه ليكون مدخلاً رحباً لتذليل العقبات أمام أمنية انتخاب رئيس جديد.

يستحقُّ تمام سلام، الجندي غير المجهول الذي يتحمّل أعباء المعاناة الكبرى منذ صدور تكليفه الى اليوم، الثناء والتشجيع والدعم، كما يستحق وسام الصبر من رتبة فارس.