IMLebanon

استهداف مواقع “داعش” في جرود عرسال انعكاس للتدخل الروسي الميداني

دخل التدخل الروسي العسكري الجوي في سوريا يومه الثامن لمقاتلة “داعش”، وصبّ ضرباته المركزة على مواقع عديدة تابعة لـ”جبهة النصرة”. وعلمت “النهار” نقلا عن مصدر عسكري روسي في سوريا ان السبب يعود الى ان آلاف المسلحين من “الشيشان” وسواهم من المناوئين للرئيس فلاديمير بوتين وصلوا الى المناطق التي تسيطر عليها الجبهة وهم يقاتلون الى جانبها. أما بيانات الجيش الروسي فتؤكد أن الاهداف التي قصفتها المقاتلات هي لتنظيم “داعش”. واللافت ان الولايات المتحدة انضمت الى آخرين وشككت في مضمون البيانات الروسية، بل كذبتها وجزمت بأن القصف الجوي الروسي لم يستهدف مواقع “داعش”، كما أن اكثر من طرف في المعارضة جاهر بأن ذلك القصف استهدف مواقع لـ”الجيش السوري الحر” ولفصائل أخرى من المعارضة.

ولاحظ مصدر وزاري ان واشنطن اتخذت للمرة الاولى موقفا حاسما من التدخل الروسي في سوريا، اذ رفضت التعاون مع موسكو، لأن الاستراتيجية الروسية المتبعة “معيبة في شكل مأسوي” وفق تعبير المسؤول الأميركي، متهما المقاتلات الروسية بأنها لا تستهدف بهجماتها مواقع “داعش”. إلا أنه عاد وقبل بتعاون محدود محصور باجراء مناقشات اساسية وفنية في شأن سلامة الطيارين الاميركيين الذين يحلقون في الاجواء السورية.

ولفت الى ان الجديد في الموقف الروسي هو إدخال سلاح البحرية لقصف مواقع لـ”داعش” من بحر قزوين القريب من ايران وتحديدا من مدينة رامسار. وأشار الى أن ليس هناك ما يدل على ان بوتين سيعطي أوامره لانزال قوات برية لمقاتلة “داعش” لان ذلك قد يكلفه الكثير من الخسائر البشرية، بدليل ان الروس يستعينون بقوات برية من الجيش السوري تقاتل مسلحي “داعش” وكل من يعارض النظام.

وسأل هل ستنجح روسيا بهجوميها البري والبحري على مواقع معارضي النظام، أم أنها ستكون عبارة عن عرض عضلات زادت الخسائر البشرية والبرية ضد مدنيين وأملاكهم وضد مسلحين لـ”داعش” وسواه؟ ورأى ان هناك صمتا عربيا ازاء القصف الروسي، وربما يصار الى انتظار النتائج وما ستؤول اليه نتائج القصف الجوي والبحري الروسي لدعم القوات العسكرية السورية التابعة للنظام التي شنّت هجوما بريا واسعا مدعوما للمرة الاولى مرة بغطاء جوي روسي على محور ريف حماه الشمالي، استهدف بلدة لطمين غرب مورك (حماه)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا التي تقصفها المقاتلات الروسية منذ أيام.

وأعرب عن أمله في ألا يؤدي التدخل الروسي الجوي والبحري الى اغراق سوريا بمزيد من الخسائر البشرية والمادية، ولا سيما ان أميركا تقود تحالفا يضم دولا عدة لتوجيه ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية منذ 2014 ولم تؤد الى تغيير على الارض.

ولفت الى أن أوساط المعارضة تأخذ في الاعتبار القصف وكثافته وما يتركه من نتائج سلبية. إلا أنه لم يغير المواقع على الارض، وأن التدخل الروسي لن يكون من ناحية النتائج افضل من تدخل قوات التحالف الذي تقوده أميركا، فالمعارضة على الارض هي التي يعوّل عليها.

وأكد أن لا معلومات عما اذا كانت المقاتلات الروسية او تلك التابعة لقوات “التحالف” ستقصف مواقع “داعش” في جرود عرسال، لأن ذلك سيمكن الجيش اللبناني من التمركز في تلك الجرود وفرض الامن فيها وإراحة عرسال وأهلها بعد اعادة الامن الى جرودها.