Site icon IMLebanon

الطاشناق» في «بيت الوسط»: عادت «ليالي الأنس»؟

يبدو أن «ليالي الأنس» عادت لتترسّخ أكثر على خط العلاقة بين «بيت الوسط» والحزب الأرمني الأعرق «الطاشناق». هذه العلاقة التي شهدت طلعات ونزلات منذ العام ألفين حملها سعد الحريري من والده كإرث «لا ناقة له فيه ولا جمل».

في ذلك التاريخ، حكم الحريري بحرمان الحزب الأرمني الذي يملك أكبر قاعدة أرمنية في لبنان من حقه في اختيار نوابه وحده. لعنة لحقت به في مجالس نواب الألفين والـ 2005 والـ 2009.. البعض وضع الخلافات بين الحريري الأب و «الطاشناق» حينذاك، في إطار «الحسابات الشخصية» لحزبيين سابقين انشقوا عن «الطاشناق» وقرروا معاقبته، بينما حصرها البعض الآخر بأنها «إخفاق حريري امتدّ من الأب الى الابن في فهم الخصوصية الأرمنية».

وبين الأمس واليوم اختلف المشهد كلياً. أولى بوادر إعادة اللحمة بين «تيار المستقبل» والحزب الأرمني تعود الى شباط الماضي حين زار وفد من التيار الأزرق برئاسة أحمد الحريري مقرّ حزب «الطاشناق» في برج حمود. تلك الزيارة كانت بمثابة «كسر جليد» ونجحت على ما يبدو في مراكمة الإيجابيات.

وما ساعد من حيث يدري أو لا يدري في طي صفحات الماضي المرير جداً بالنسبة الى الطاشناق، هو التقارب بين «التيار الوطني الحر» و «بيت الوسط». صحيح أن المبادرة إلى المصالحة صدرت من الطرفين المتخاصمين، لكن العلاقة التي انتعشت بين الحريري وميشال عون وأثمرت فك الأسر عن الشغور الرئاسي، ساهمت أيضاً في ترميم ما تصدّع منذ سنوات بين زعيم «المستقبل» والحزب الأرمني الذي زار وفد منه أمس «بيت الوسط» برئاسة أمينه العام النائب أغوب بقرادونيان. والمفارقة أن الزيارة تأتي غداة لقاء الوفد مع الرئيس عون أول من أمس في بعبدا.

ولأن «البعد جفا»، كما يُقال، سجّل بالأمس «اللقاء الأطول» بين الجانبين، إذ قارب الأربعين دقيقة. «الأجواء كانت جيدة»، بحسب المجتمعين، وتخلّلتها مصارحة ومكاشفة وتركيز على القواسم المشتركة وأمور حصلت من الجانبين ربّما لم يكن من الصائب أن تحصل».

أعاد وفد «الطاشناق» خلال اللقاء التشديد على أن «الطاشناق حليف صادق لا يطعن في الظهر؛ ونحن في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، برهنّا أننا صادقون في تحالفاتنا».

هل هذا يعني أن الاتجاه إلى تحالف انتخابي مع «تيار المستقبل» في الانتخابات النيابية المقبلة بات محسوماً مهما كان القانون الانتخابي؟ تجيب الأوساط: «لا يمكن الجزم من الآن في مسألة التحالفات، ولكن أجواء اللقاء تشي ببوادر إيجابية نحو إعادة الجسور باتجاه تحالف جديد».

خلال الاجتماع الذي تخللته أجواء من الودّ عزّزتها «روح الدعابة» لدى رئيس الوفد الأرمني، كانت المطالب الوزارية والنيابية بحسب الأوساط نفسها: «فالأرمن تسلّموا وزارة الطاقة ويطالبون اليوم بحقيبة تحترم كفاءاتهم وطاقاتهم. ندعم الاتجاه القاضي لتأليف حكومة ثلاثينية ونضمّ صوتنا الى الأصوات المطالبة بإنصاف الأقليات المسيحية بحقيبة وزارية تمنح للأرمن الكاثوليك».

وفد الحزب الذي ترأسه بقرادونيان ضمّ أيضاً اواديس كدنيان ورافي اشكريان. وبعد الاجتماع تحدّث بقرادونيان فقال: «بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، وتمنينا على دولته أن يكون هناك اهتمام وسرعة أكبر من قبل جميع الأطراف السياسية اللبنانية في عملية التشكيل لإعطاء دفع في اتجاه إعادة الانتظام الى عمل مؤسسات الدولة».

وقال إنه تمّ التطرّق إلى «مسألة تمثيل الطائفة الأرمنية تمثيلاً صحيحاً بحقائب نستطيع من خلالها أن نخدم لبنان بحسب قدراتنا وكفاءاتنا. موقفنا واضح بالنسبة لتصنيف الحقائب من سيادية وخدمية وغيرها، ونحن نؤكد مجدداً أن ذلك يشكّل بدعة وهرطقة دستورية، فالأهم الخدمة تحت سقف القانون والدستور. كذلك تطرقنا إلى قانون الانتخاب بشكل مطوّل وشددنا على ضرورة التوصل الى قانون يؤمن التمثيل الصحيح لكل الطوائف والأطراف اللبنانية حتى نتمكن جميعاً من إجراء الانتخابات، حسب التواريخ المنصوص عليها».

ورداً على سؤال، قال بقرادونيان: «لمسنا أن فترة الأعياد قد تكون مناسبة لزفّ خبر تشكيل الحكومة إلى اللبنانيين، مع العلم أننا لا نزال في المهلة المنطقية للتأليف».