في العاشر من تموز العام 2013، كتبنا في هذا الهامش تحت عنوان «اللواء 313 والمهدي 313»، وليس هناك ما يستدعي أن نتوقف عند ما سمّي «اللواء 313 مهام خاصة» وهو مجموعة سوريّة أطلقت على نفسها هذا الإسم، وسنتوقّف بالتأكيد عند «المهدي 313»، فهذا الرقم «313» شاهدناه موشوماً على رقاب وبين أكتاف «الزعران» الذين أداروا معركة تدمير وسط بيروت، وكتبوا على جدران مسجد محمد الأمين صلّى الله عليه وسلّم «المهدي قادم»، وكأنهم يقولون لأهل السُنّة في لبنان خصوصاً واللبنانيّين عموماً: «نحنا بنفرجيكن»!! كثيرون تساءلوا على مواقع التواصل الإجتماعي: «حدا بيعرف شو يعني 313»؟، ببساطة 313 في عقيدة الشيعة المهدويّة هو عادة قادة جيش المهدي الإيراني، وهو رقم فتنويّ يهدف إلى «إثارة غرائز» الشيعة ومنه تحديداً «شعب» حزب الله، وهذا الشعب في الأساس مشبع غرائزياً على هذا المستوى بفعل الشحن اليومي التاريخي الذي «يرضعونه» حقداً يُغذَّوْن به كما يُغذَّوْن بـ»الحليب»!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يَشَم أزعر على جسده الرقم «313» ـ إن افترضنا تصديقه لمرويات الشيعة عن أسماء هؤلاء الـ313 وقبائلهم والمدن التي سيخرجون منها ـ ويصدّق أنه من «قادة جيش المهدي»؟! والإجابة هنا أيضاً بسيطة، ففي العام 2008 أنتج شيعة بريطانيّون وهم من أصل أفغاني وباكستاني فيلم «313» وبطل الفيلم شاب «مدمن ومروّج مخدرات» وفي نهاية الفيلم وبعد إشارتيْن لظهور المهدي وتحققهما ـ الأولى سقوط العراق، والثانية قتل حجاج بيت الله الحرام وتلطخ دماؤهم ستار الكعبة المشرّفة ـ يُعرَج بالشاب الشيعي «مدمن ومروج المخدرات» لينضَّم إلى نخبة الـ»313» الخُلَّص، وهم «نُخبة الشيعة في العالم» لتبدأ ثورة مهدي الشيعة، والملفت أن «مهدي الشيعة» دموي يكاد يكون أسوأ من «داعشي» يمعن في تقتيل الناس ونبش قبور صحابة النبي وأزواجه وصلبهم وإحراقهم وتعذيبهم، هذا عدا عن قتل «كل العرب»، حتى ليّتبين للقارىء أنه كبير الإرهابيّين، أو القتلة التسلسليّين، خصوصاً وأنّ الشيعة يقولون إنه «يظهر» لينتقم، وإنّه «نقمة»!!
وفي كتب بعض غلاة الشيعة التي تتناول ظهور المهدي والغيْبتين الصغرى والكبرى وفي ما يُسمّى «خطبة البيان» المزعومة والمنسوبة إلى الإمام عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ «ليستة» بأسماء أصحاب المهدي الـ313 وأسماء بلادهم، كما تروي كتب الشيعة ما يُنسب إلى الإمام الباقر بأنه قال: «يُبايعُ القائم [المهدي المنتظر] ــ بين الركن والمقام ــ ثلاثمئة ونيِّف، عدَّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق»، كما يروون عن الإمامين الباقر والصادق ـ في تأويل قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} إنَّهما قالا: «إنَّ الأُمَّة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، كعدَّة أهل بدر يجتمعون في ساعةٍ واحدة، كما يجتمع قزع الخريف».
ثمة فتنة تتأجّج ويشتدّ أوارها والأيام المقبلة شديدة حُلكة السواد على لبنان خصوصاً والمنطقة عموماً، فالمشروع الإيراني للمنطقة هُزم شرّ هزيمة في اليمن والعراق وسوريا والبحرين والكويت وتهاوى، وهو مأزوم جداً في لبنان، وعندما أصدر الوليّ الفقيه أوامره لحزب الله بإنقاذ بشّار الأسد لم يكن حزب الله يظن أن هذا الأمر سيبيد شباب شيعة لبنان على عتبة وهم إنقاذ مخطط ضروس لتدمير المنطقة استغرق أكثر من ثلاثة عقود!!
وهنا لا بدّ لنا من تذكير بكلام للقائد العام السابق للحرس الثوري الجنرال يحيي رحيم صفوي المستشار العسكري لعلي الخامنئي في كلمة له أمام منتسبي قوات الحرس الثوري في معسكر مدينة «كرج» غربي طهران كلام يقول فيه: «من يقف أمام الولي مصيره السقوط والهزيمة.. إن «الولي الفقيه» خليفة «للإمام المهدي المنتظر» فهذه المسألة جادّة ولا تقبل المزاح، انظروا إلى مصير أولئك الذين وقفوا بوجه الإمام [الخميني] ـ المقصود هنا صدّام حسين ـ فاليوم من يقف ضد الولاية الحقَّة للقائد المعظم سماحة آية الله علي خامنئي مآله الفضيحة»!!
كان الله في عون لبنان اللبنانيين فهم يتفرّجون اليوم على الإنهيار الأخير لإيران في لبنان، ورغبتها الشديدة في التعلّق بأيّ «قشّة انتصار» ولم يتبقَّ لها غير لبنان، فعندما يطرد حيدر العبّادي رئيس الوزراء العراقي قاسم سليماني قائد فيلق القدس من اجتماع «تسلّل» إليه ليحمي بأمر إيران «نوري المالكي»، تكون هذه نهاية إيران في العراق، وسوريا، والمنطقة، وعلى اللبنانيين أن يقفوا صفّاً واحداً في وجه من يثيرون الشارع تحت عنوان «إسقاط الحكومة» و»إسقاط النظام»، وعلى الحكومة سحب كل فتائل الإنفجار من أيدي هؤلاء وأوّلها فتيل النفايات الذي أوشك على تفجير لبنان