تركت زيارة وفد نواب تكتل “لبنان القوي” الأخيرة إلى كليمنصو، لتهنئة رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” تيمور جنبلاط برئاسة الحزب، أكثر من سؤال حول أهدافها وعناوينها السياسية والتي تتجاوز البروتوكول، حيث وضعتها أوساط سياسية مطلعة في سياق تطور العلاقة بين الطرفين، والتي كانت قد قطعت شوطاً متقدماً في الإجتماعات والحوار حول الإستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها طبعاً الإستحقاق الرئاسي، حيث بات جلياً أن المرحلة المقبلة، قد تحمل مستجدات على صعيد تشكيل اصطفافات جديدة على المستويات النيابية والسياسية والحزبية. علماً أن العلاقات ما بين الفريقين وتحديداً خلال الاشهر الماضية، قد شهدت تقدماً على صعيد التواصل ، خصوصاً في منطقة الجبل.
وتشير الأوساط إلى أن توقيت هذا التواصل، يأتي في لحظةٍ ان العلاقات بين “التقدمي” و”القوات اللبنانية” ليست كما كانت في السابق، وإن كان التواصل لم ينقطع بين الطرفين في أي مرحلة من المراحل، رغم التباينات التي ظهرت بشكل أساسي حول قانون الإنتحاب، وانسحب على عناوين أخرى لم يتقاطع عليها الطرفان في الآونة الأخيرة.
وبينما ترى الأوساط المطلعة أن زيارة الوفد النيابي في “التيار الوطني الحر” إلى كليمنصو ليست بالجديدة بين الفريقين، باعتبار أن عدة لقاءات حصلت في مرحلة سابقة، ولكن من دون أن تتضح طبيعة هذا التقارب، علماً أن مصادر الطرفين تتحدث عن تقارب بين رئيس “التيار الوطني” النائب جبران باسيل ورئيس “التقدمي” تيمور جنبلاط ، سوف يساهم في حلحلة الكثير من نقاط الإختلاف بينهما، وصولاً إلى تحضير أرضية مشتركة تمهّد لإمكانية التحالف السياسي والإنتخابي.
ولم تستبعد الأوساط السياسية المطلعة، أن تكون العلاقات بين الطرفين قد تطورت بشكلٍ إيجابي، إذ أن نائب “الوطني الحر” في الشوف غسان عطالله، كان على تواصل دائم مع كليمنصو والمختارة عندما كان وزيراً للمهجرين، حيث أنه زار رئيس “الشتراكي” السابق وليد جنبلاط، وأكد له استعداده وحرصه على إبقاء الخطوط مفتوحةً، أكان على صعيد عودة المهجرين أو المصالحة، ما يطرح احتمالات حصول تحالفات مستقبلية بينهما، وإن كان من المبكر الخوض في مثل هذه المسألة، حيث أن الإختبار الأبرز لهذه العلاقة، هو في صمود تقاطعهما مع المعارضة في دعم المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور.
لكن السؤال الذي يطرح هل تتبدل الأمور ويذهب كل واحدٍ منهما في طريقه نحو خيارات أخرى؟ تجيب الاوساط ان هذا ليس مستبعدا في ظل الحديث عن اصطفاف سياسي، قد تظهر معالمه في وقتٍ ليس ببعيد، على ضوء ما ستؤدي إليه الإتصالات الدولية والعربية حول الإستحقاق الرئاسي، لا سيّما ما ستُفضي إليه زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، والذي يكون مقدمةً لمرحلة سياسية جديدة تنتقل فيها التحالفات من ضفة إلى أخرى.
وتتوقع الأوساط أن لا تكون زيارة وفد “التيار الوطني الحر” إلى كليمنصو الأخيرة، ولا تستبعد أن يُعقد لقاء قريب بين باسيل وتيمور في مرحلة لاحقة، ما يُنبىء بتطور العلاقة على غير صعيدٍ ومستوى سياسي ومناطقي.