Site icon IMLebanon

تيمور جنبلاط ينطلق بمبادرته من حارة حريك ومعراب والشالوحي حاملاً الحوار في جَعبته جولة “اللقاء الديموقراطي” أتت بمباركة لودريان ودعم قطر… فهل ينجح الرهان؟ 

 

 

الى جانب الجولات الاستطلاعية والمبادرات الرئاسية، التي يقوم بها زوار الخارج في لبنان، من دون ان تصل الى خاتمة سعيدة، وآخرها الزيارة السادسة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، إضافة الى من سبقه بزيارة لبنان مع طروحات لحل معضلة الرئاسة من دون اي نتيجة تذكر، لا تخلو الساحة الداخلية من هذا المشهد، وهذا ما سنراه اليوم خلال جولة رئيس” اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط على مختلف الاطراف السياسية، وفق لقاءات محدّدة بالتوقيت يبدؤها مع حزب الله لبحث ملفات عديدة لن تقتصر على الرئاسة فقط، بل ستشمل قضايا اخرى ابرزها الوضع الامني في الجنوب والوضع الاقتصادي، تحت عنوان التواصل للوصول الى حلول، مع ضرورة التقارب من قبل الجميع لانّ الوضع لم يعد يحتمل الانقسام والخلاف بين القوى السياسية، وفق ما تشير مصادر”اللقاء الديموقراطي”، وتقول:” مبادرتنا ستتناول فصل الرئاسة عن الجنوب وغزة، والالتزام باتفاق الطائف وبالتوازنات في مجلس النواب، مع التأكيد على الحوار والتشاور بين جميع الافرقاء”.

 

كما يزور النائب تيمور جنبلاط  معراب للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع، والمركز الرئيس لـ “التيار الوطني الحر” في ميرنا الشالوحي، للقاء رئيسه جبران باسيل، على ان يواصل زيارة باقي الاطراف غداً الاربعاء.

 

الى ذلك تأتي مبادرة “اللقاء الديموقراطي” بعد زيارة النائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور الى الدوحة بدعوة من قطر، التي ارسلت دعوات الى أفرقاء سياسيين آخرين، وافيد ايضاً بأنّ  المبادرة المذكورة  اتت بدعم وطلب من لودريان، بالتزامن مع جولة اتصالات داخلية من شأنها ان تحلحل الخلافات، لكن المعضلة الكبرى تبقى السعي للوصول الى حلحلة في الملف الرئاسي، ما بين الثنائي الشيعي والفريق المعارض، لانّ ما سمعه اللبنانيون من لودريان حول نهاية لبنان السياسي مخيف جداً، وقد سبق واشار الى كلام مشابه مرات عديدة، خلال زياراته السابقة لبيروت ولقاءاته المرجعيات السياسية، حيث يذكّرهم دائماً بما يقومون به من تباعد وتناحر، يزيد من عمق الازمات اللبنانية ويعيدها احياناً الى نقطة الصفر، غير آبهين بنتائج ما يقومون به من عناد وتصفية حسابات ونكايات، فيما يدفع اللبنانيون وحدهم ثمن هذا العناد السياسي.

 

في السياق ينقل مقرّبون من النائب السابق وليد جنبلاط، احباطه الشديد من خلافات المتناحرين على مجمل الملفات العالقة، خصوصاً الاستحقاق الرئاسي، “لانّ البلد لم يعد يحتمل” كما يردّد دائماً، لذا بات اليوم في الخط الوسطي المعتدل، ليدخل تجربة جديدة في السياسة، هي الوساطة بين المختلفين، على الرغم من صعوبة المهمة، لذا اراد جنبلاط القيام بدور المُخلّص بعد إن استشعر الاخطار المحدقة بلبنان، من خلال الكلام الذي يتكرّر كل يوم عن إمكانية حدوث فوضى عارمة وفلتان امني، أي العودة الى ايام الحرب التي كلّفت الاثمان الباهظة من دون أي نتيجة، من هنا يعمل على فتح قنوات الاتصال والحوار، وهذه الوساطة التي اطلقها جنبلاط الاب سيقوم بها جنبلاط الابن، من خلال توجيهات الاول مع رسائل شفهية يطلقها عبر نجله، لانه خائف ولديه هواجس عديدة من الاشهر المقبلة، فهو يعرف جيداً كيفية قراءة المعادلات الدولية، التي باتت الاقوى اذ تفرض نفسها على المشهد، لذا حان الوقت لتقديم تنازلات من قبل  جميع الاطراف، وملاقاة الجميع قبل حصول التسوية ولو طال زمنها كما ينقل المقرّبون عن الزعيم الدرزي، الذي تصح توقعاته دائماً بسبب ديبلوماسيته، التي تفتح له الطرق والدروب الوعرة مع الجميع، لتصبح فجأة سالكة من دون اي معوقات.