تأتي الزيارة المرتقبة لرئيس “اللقاء الديموقرطي” تيمور جنبلاط إلى بكركي مع عدد من نواب اللقاء ومسؤولي الحزب “التقدمي الاشتراكي” في سياق الحركة الجنبلاطية التي يقوم بها والده وليد جنبلاط، وكذلك التركيز على الإستحقاق الرئاسي، في ظل مخاوف المختارة من استمرار الإنهيار الإقتصادي الذي من شأنه أن يؤدي إلى فوضى عارمة في الشارع وانهيار كبير للبلد، وهذه الحركة، وفق المعنيين، تتماهى مع الدور الذي يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مع بعض الفوارق والهوامش، والمؤكد أن ثمة تشاوراً وتنسيقاً بين كليمنصو وعين التينة، من أجل إيجاد المخرج للتوافق على المرشح الرئاسي.
في السياق، تقول مصادر مقربة من “اللقاء الديموقراطي” أن مضمون وأهداف زيارة تيمور جنبلاط لبكركي، تأتي في إطار التواصل لإيجاد المخارج والحلول التي اقترحها وليد جنبلاط خلال لقائه مع وفد حزب الله، وأيضا مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بمعنى طرح ثلاثة أسماء باتت واضحة ومعروفة كمرشحين قد يكونون مقبولين، ولا يشكّلون أي تحدٍّ لهذا الطرف أو ذاك، وهم قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير الأسبق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، وهذا ما سيطرحه أيضاً النائب تيمور جنبلاط على البطريرك الماروني بشارة الراعي، والإستماع إليه في حال كان لديه مرشحون آخرون، فلا مانع من طرح أكثر من مرشح، على خلفية أنه لا يمكن بعد اليوم تحمّل هذا الشغور الرئاسي الذي قد يودي بالبلد إلى الهاوية.
وبالتالي، وبحسب المصادر نفسها، أن جنبلاط الأب يدرك تمام الإدراك أن الأسماء التي طرحها تقابلها أسماء أخرى عند قوى سياسية بارزة، إنما هو يعمل على دفع كل الأفرقاء من خلال “حشرهم” وتحميلهم المسؤولية إلى ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، وأيضاً يعلم أن لبعض الدول المعنية بالشأن اللبناني من عواصم عربية ودولية الدور ومفتاح الحلول، مع معرفته الوثيقة بلعبة الأمم عندما تتقاطع المصالح والتجاذبات للوصول إلى الحل المنشود، أو ما يسمى بـ “التسوية” التي لا يراها جنبلاط عيباً، بل مدخلاً للحل، في ظل استحالة توافق المكوّنات والأطراف الداخلية على مرشح إجماع.
من هنا، تضيف المصادر إن الزيارة الجنبلاطية لبكركي ليست بالجديدة، بل ثمة تواصل وتنسيق بين المختارة والصرح البطريركي في كل المفاصل السياسية والإستحقاقات الداهمة، لكن سيد المختارة يريد أن ينقل للبطريرك الراعي وجهة نظره وقلقه ومخاوفه لما يحيط بالبلد، ويريد أن يطلع من بكركي على ما لديها من معطيات وأجواء، وكذلك أسماء لمرشحين قد يطرحهم سيد الصرح، فهذه هي عناوين الزيارة التي سيقوم بها رئيس “اللقاء الديموقراطي” في إطار الحوار والإنفتاح مع جميع الأطراف السياسية والروحية.
وفي الإطار نفسه، أضافت المصادرأن الأمور لن تتوقف هنا، فجنبلاط قد يغادر لبنان في زيارة لبعض العواصم العربية والغربية، بانتظار تحديد مواعيد له دون الإفصاح عن وجهته، أو إذا كانت هذه الزيارات والمواعيد قد حُسمت، وهي تتعلق بضرورة دفع أشقاء وأصدقاء لبنان للقيام بجهود تتخطى الدور الحالي، أمام بلوغ لبنان مرحلة هي الأخطر في تاريخه، وإضافة لذلك، فإنه قد يكون على بيّنة لما يجري في الداخل والخارج، للوصول إلى توافق حول المرشح الذي سيكون ثمرة توافق محلي وإقليمي وبغطاء دولي، ولكن المقربين من كليمنصو يؤكدون في الوقت عينه، أنه ليس حتى الآن ما يشير الى أن الحل هو في غضون أيام أو أسابيع، إلا في حال حصول معجزة، وربما من خلال “اللقاء الخماسي” الذي سينعقد في باريس،والذي قد يدفع بعجلة الإستحقاق الرئاسي إلى الأمام.