بالتأكيد دخل المريخ في برج الثور، ما أدى الى وعي مفاجئ للدور الهدام الذي لعبه حاكم مصرف لبنان، واستدعى الاستنفار العام وركوب الباصات وصولاً الى الحمرا، على رغم الخطر الشديد جراء عراضة “الاورانج” ومغامرتها البطولية لمواجهة استنفار أشاوس كليمنصو.
لا بد من مباركة هذه النقلة الفلكية، ولتطمئن قلوبنا ونحن نلمس خيراتها من خلال متابعة فطاحل المزايدات الذين تم قمعهم ومنعهم من تحقيق الإنجازات لإنقاذ الوطن، فها هم يسارعون الى مؤتمرات مثقلة بنصوص من عيون القانون والدستور، هدفها مخر عباب لجتيْ “الإثراء غير المشروع” و”إستعادة الأموال المنهوبة”، لأنهما على الموضة بعد 17 تشرين الأول. ولا بد من اغتنام الفرصة.
ولا لزوم للتوقف عند حقبة ما قبل هذا الدخول الفلكي وانعكاسه على كوكب الزهرة، الشقيق للأرض، حين كان لبنان، ولا يزال، يحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عبء المديونية، حيث بلغت نسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي 150%…
ولنتوسل المولى عز وجل، تسهيل دخول زحل الى برج الجدي، علّ الذين اصطفاهم القدر يخترقون الطبقات الجوية الى مدار الكهرباء فيزول النحس عنها. حينها يمكن أن نحلم بمعجزة قد تصل مفاعيلها الى عطارد، ليصار الى مد خطوط التوتر العالي من دون اعتراض المغرضين، ونستورد مباشرة الطاقة الطازجة من الشمس، فنستغني عن البواخر.
وبالانتظار، لنترقب نتائج التعيينات القضائية، ونرصد مصير المحسوبين على الأخيار، لنتبين مدى حياد العهد ومن تحالف معهم من الطبقة السياسية، ومدى قدرة القضاء على استقلالية ونزاهة وشفافية. لعل وعسى…
ولنتابع مسار الأمور مع مرافقي الوزير السابق مروان خير الدين الذين سلموا أنفسهم بعد لجوئهم الموقت الى دار خلدة. واعترفوا بضربهم الصحافي محمد زبيب وبمبادرة شخصية منهم، لأنه استفزهم بشتيمة “الأوليغارشية”، فذادوا عن حمى رب عملهم، لأن من يأكل خبز السلطان يحارب بسيفه.
ولا لزوم لنسأل عن الموقوفين بجرم المطالبة بحقوقهم، فهم السبب الأوحد لتدهور الأوضاع وصولاً الى الانهيار، فقط لتشويه صورة العهد…وهيلا هيلا هو…
لعلّ المطلوب، وفي ظل لعب الكواكب والأبراج والمدارات، بعض الإسترخاء مع نشيد العماد. حلو التغيير، ولو كان يفتقر الى الإصلاح. وبئس القوالب الجامدة والروتين.
أما عن الاقتصاد والمال والدولار واستحقاق دفع سندات اليوروبوندز، فالتعقيدات كثيرة، وأكثر منها هذا الطوفان من الخبراء الثقيلي الدم الذين اكتسحوا شاشات التلفزة، وحرموا الوالدة من الاستمتاع بمسلسلها التركي، وشغلوا بالها بجولات مندوبي البنك الدولي الأثقل والأسمج.
فهي تستظرف أكثر مذيعة “صوت المدى”، التي قالت إن صحيفة فرنسية أوضحت أبعاد تطور رتبة “جنرال” التي كانت “nom commun”، قبل سطوع نجم الرئيس ميشال عون، وأصبحت “nom propre” بعد هذا السطوع، ليثني عليها محدثها، ويضيف أن في العالم الحديث جنرالين، الأول هو شارل ديغول، والثاني لا يحتاج الى حزورة لمعرفته، وهو الرئيس عون.
بالطبع، فرفح قلب الوالدة لتذكيرها بأيام العز وديغول، وفتحت يديها الى السماء تبتهل ربها عودة الانتداب الفرنسي.
و”هزّي يا نواعم خصرك الحرير”.