IMLebanon

“التيار” للحريري: لا نلغي أحداً ولا أحد يلغينا

 

الذهاب إلى حكومة سياسية أو تكنو- سياسية له شروطه ومعاييره الدستورية

في 14 شباط الماضي رد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على هجوم شنه عليه الرئيس سعد الحريري بالقول “رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك”. بإعلان ترشيحه عاد الحريري مجدداً وبفحوى كلامه يبدو أن طريق عودته سيكون أصعب.

 

يبني “الوطني الحر” على مقابلة الحريري المتلفزة ليقول قيادي بارز: “لغاية الآن لم يعد الحريري بل رجعت حليمة الى عادتها القديمة”. كان حرياً به أن يعود “الى المنطق الذي سبق وتحدد بعد 17 تشرين الماضي وقبل المبادرة الفرنسية بعام، وجوهره هو ذاك المقترح الذي تقدم به باسيل بأن نذهب إما إلى حكومة سياسية برئاستك، أو الى حكومة إختصاصيين مدعومة من الكتل البرلمانية ويرضى عنها الشارع بمطالبه، ومقبولة من المؤسسات الدولية المعنية بدعم لبنان. وهو الجوهر الذي بنت عليه المبادرة الفرنسية”.

 

كأن الحريري “لم يستخلص العبر” وإصراره على مبدأ ان يكون هو السياسي الوحيد على رأس حكومة تكنوقراط يختار وزراءها بنفسه “فيه شيء من السوريالية، فمن فوضه وبناء على أي مبادرة يختزل الآخرين ويلغيهم، كيف نقفز فوق نتائج الانتخابات الا اذا كان يعتبر ان هذه النتائج سقطت بعد الثورة، وهذا معناه أن شرعيته النيابية سقطت أيضاً”. يلمس التيار هنا “نوعاً من الانقلاب على المبادرة الفرنسية بل هو انقلاب على جوهر الميثاق والدستور”.

 

على الحريري أن “يعيد النظر ويدرك انه ليس في استطاعة طرف واحد مهما بلغت قوته ان يأتي بالحل، فالحل حصيلة تضافر جهود كل القوى السياسية والأخذ بمطالب القوى المدنية وما طلب منا من دول العالم من مؤتمر “سيدر” وصولاً الى صندوق النقد”. لا يريد التيار استباق الامور”بل نعلق على ما استمعنا اليه عبر المقابلة التلفزيونية حيث قال أطرح 72 ساعة لتفكر الكتل البرلمانية بما تسمعه مني الآن، وهو انني قادر على تنفيذ المبادرة الفرنسية وان اترأس حكومة الاختصاصيين، وعندما سئل هل سيكون ذلك بالتشاور مع الكتل النيابية عندما نذهب الى تسمية الوزراء كان جوابه بالنفي حاسماً قاطعاً”.

 

يرفض “التيار” اعتبار موقفه بمثابة قطع الطريق على الحريري: “لا نقفل اي باب في وجه اي لبناني من أجل اي مبادرة ذات طابع انقاذي ومهما اختلفنا في السياسة مع اي طرف، فنعتبر اننا كاللبنانيين جميعاً معنيون بإنقاذ مجتمعنا وشعبنا لذلك كل من يقفل الباب أمام مقترح ايجابي متوازن يأخذ في الاعتبار وفي التساوي موقع كل المكونات فلا يمكن ان نختلف معه، أما أن نلمس بشكل او بآخر محاولة تهميش واقصاء وقفز فوق معطيات دستورية وشعبية وبرلمانية فهذا غير مقبول”.

 

يعيد “التيار” التأكيد على إلتزامه “بإنجاح المبادرة الفرنسية، ومسهلون الى اقصى الدرجات تشكيل حكومة اختصاصيين برئيسها ووزرائها تنفذ برنامجاً اصلاحياً وتكون فاعلة ومنتجة”، مواصفات “لا تنطبق على الحريري لانه سياسي بامتياز ورئيس تيار سياسي وكتلة نيابية وازنة وله شرعيته الشعبية، لكنه ليس رجل اختصاص ليترأس حكومة اختصاصيين بغض النظر عن قدرته او عن كفاءاته من عدمها، فمواصفات الكفاءة والقدرة تنطبق على حكومة اختصاصيين برئيسها ووزرائها”.

 

يرفض “التيار” المنطق الإلغائي “لا نريد الغاء احد انما لا نقبل من احد ان يلغينا. اذا كان مصراً على تشكيل حكومة اختصاصيين يستبعد منها كل الكتل البرلمانية ويترأسها منفرداً ويسمي وزراءها ويوزع هو حقائبها فماذا نسمي هذا اذاً؟”.

 

وحول ما اذا كان تشاور مع الثنائي الشيعي بشأن هذا الامر يقول: “الثنائي من الاساس مؤيد لوصول الحريري، فهو صاحب شرعية في ان يترأس حكومة سياسية او تكنوسياسية” ومع ذلك “منفتحون على الحلول، الحريري يمثل قوة شعبية وبرلمانية وازنة، هو مكون سياسي رئيسي من المكونات في لبنان، لكن لا هو ولا غيره يدعي التفرد بانتاج حل ولا هو ولا غيره يُسمح له بالغاء الآخرين”.

 

لغاية الآن لا تواصل بين باسيل والحريري “وليس مجرد ان نجتمع به يتغير رأينا. هناك اعتراض على الطرح لا نقبل ترؤسه حكومة اختصاصيين. نتشاور معه في امرين إما بالذهاب الى حكومة سياسية او تكنو- سياسية وهذه لها شروطها ومعاييرها الدستورية، وإما نتشاور وإياه وكل الآخرين لتشكيل حكومة إختصاصيين تطبق المبادرة الفرنسية نصاً وروحاً وهذا الاساس. ليس امامنا الا فرصة المبادرة الفرنسية بجوهرها وشكلها ومضمونها. اليوم صرنا وكأن المبادرة خارج الطرح ونناقش بمبادرة جديدة يقوم بها الحريري. متمسكون بالمبادرة الفرنسية وننظر الى تعاون الحريري على انه ايجابي”. ينتظر التيار نتائج اللقاء مع الحريري كي “يبنى على الشيء مقتضاه وتهمنا حكومة اصلاح منتجة وفاعلة من اختصاصيين موضع ثقة، ومصرون على هذا اليوم قبل الغد”.