المحادثات الثنائية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حقّقت تقدماً كبيراً، وأرخت أجواء إيجابية على قاعدتي الحزبين ونوابهما ومسؤوليهما. وبحسب مصادر مطلعة على الحوار بين الجانبين، فإن التقدم كبير في مختلف الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتم التداول في تفاصيلها ومناقشتها لادراجها ضمن ورقة اعلان نوايا يصدرها الطرفان قريباً. الا أن ملف الانتخابات الرئاسية بقي خارج نطاق التداول، واكتفى الفريقان بتأكيد تأييدهما لوصول «رئيس قوي» الى سدّة الرئاسة.
ويقول مقربون من الرابية إن «رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون تعمّد استمهال طرح ملف الانتخابات الرئاسية في الحوار مع القوات اللبنانية، لعلمه المسبق بأن النقاط المشتركة التي توصّل اليها مع رئيس حزب القوات سمير جعجع لن تنسحب على هذا الملف. فمقاربة عون للموضوع الرئاسي تختلف تماماً عن مقاربة جعجع، ومن غير الممكن هنا أن يؤيد الأخير وصول الجنرال الى بعبدا. كما أن العكس صحيح».
محادثات جيرو مع
عون كانت «ناشفة» وغير مثمرة
لذلك، يضيف المصدر: «سيكتفي عون بورقة اعلان النوايا المشتركة، وهي تعدّ في حدّ ذاتها خرقاً في تاريخ العلاقات بين الجانبين. وبالتالي، عندما تدق ساعة الرئاسة، لن تهرول الرابية للاتفاق مع معراب على شخص الرئيس المقبل ولا هي في وارد مناقشة الأسماء مع جعجع أبداً. وفي الوقت نفسه، لن يعيد عون اشعال المنابر الاعلامية مع القوات، بل سيتابع العمل على تطوير الأرضية المشتركة بينهما على قاعدة: «اتفقنا على كل شي الا على الرئاسة».
وكانت الانتخابات الرئاسية قد حضرت خلال زيارة الموفد الفرنسي مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان فرنسوا جيرو الى الرابية، حيث أُبلغ عون رسالة فرنسية مفادها أن «لا فيتو على أحد». ولكن، كانت في جعبة جيرو رسالة أخرى اقليمية، عنوانها «صعوبة تبني ترشيح عون اذا ما استمر في تحالفاته الحالية». وعليه، كانت الجلسة الفرنسية في الرابية «ناشفة» وغير مثمرة في المطلق.