IMLebanon

نقاشات مفتوحة في ميرنا الشالوحي … لتطوير التحالفات ووضع أسس جديدة لها

 

بيان ميرنا الشالوحي لا يعني انتكاس العلاقة … حزب الله لا يقبل «كسر» قرار عون حكوميا

 

كأن الدنيا انقلبت رأسا على عقب ضد التيار الوطني الحر، فالحزب المسيحي الأقوى شعبيا وبحجم تكتله النيابي والوزاري يمر بمرحلة سياسية حرجة لحماية مكتسباته في السلطة حيث يواجه حربا كونية ضده في معركة تأليف الحكومة، إضافة الى الأزمات المالية والاقتصادية والخضات الأمنية ومؤخرا عودة الاغتيالات فيما يتم تحميل العهد وفريقه السياسي الجزء الأكبر من المسؤولية نظرا لموقعه في الحكم وعلى رأس السلطة في الدولة. هذا الواقع تحول الى الطبق الأساسي على طاولة النقاش في ميرنا الشالوحي حيث يحضر في الاجتماعات المفتوحة المغلقة لتقييم الوضع الحزبي على تقنية الفيديو كونفرانس بين القيادات الحزبية لإيجاد مخارج للأزمة، ولم يكن ينقص المشهد المتأزم في يوميات التيار الوطني الحر إلا انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي وتدمير منطقة مسيحية بكاملها او ان يدرج إسم رئيسه على لائحة العقوبات الأميركية وفق قانون ماغنيتسكي.

 

التيار لا يمر بأفضل ظروفه منذ أحداث 17 تشرين تبعا لتسلسل الأحداث اذ يخوض اليوم معركة الحفاظ على تمثيله وحقوقه الحكومية من منطلق الحفاظ على وحدة المعايير. من دون شك فإن عقوبات واشنطن أصابت النائب جبران باسيل في الصميم لتضيف أزمة من أزمات الفريق المسيحي الأقوى فباسيل خسر الكثير من نقاط قوته في الأشهر الأخيرة وباتت علاقته متأزمة مع الكثير من الأطراف، على ان الإصابة المباشرة تركزت على حلمه الرئاسي فباسيل يتصدر قائمة المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية بالتالي فان قرار الخزانة الأميركية ترك تداعيات على مستقبله الرئاسي إذ لا يعقل ان يكون الرئيس المسيحي في بعبدا «معاقبا»على لوائح واشنطن ومتهما بالفساد في السلطة وسائر التفاصيل التي أوردها الإجراء، إذ يترك القرار انعكاسات على البيئة العونية التي لا يمكنها ان تكون معادية للغرب والمجتمع الدولي، كما يصيب علاقة تكتل لبنان القوي بنادي رجال الأعمال فحلفاء التيار وحتى نوابه الذين تحالفوا معه في الانتخابات النيابية لديهم مصالح في الغرب وملزمون فك ارتباطاتهم المالية معه.

 

على ان الإشكالية الأهم تتمثل في قدرة الفريق العوني على الحصول على التمثيل في الحكومة ضمن ما يطلبه من وحدة المعايير بين الجميع، وهذا ما دفعه الى التصعيد ضد الرئيس المكلف سعد الحريري في المرحلة الأخيرة فيما عبر البيان الصادر عن الاجتماع الأخير في ميرنا الشالوحي عن تململ التيار من فشل تفاهم مار مخايل في تطبيق البنود الإصلاحية ومشروع بناء الدولة ، الأمر الذي طرح تساؤلات عن توقيت البيان السياسي للتيار خصوصا ان العلاقة في هذه المرحلة قيد الدرس والمراجعة في الحلقات المغلقة إلا ان توقع سيناريوات على غرار فض التحالف في غير محله، لكن التفاهم بحاجة الى ترميم بعض النقاط ووضع بعض الملفات في سياقها الصحيح. ويؤكد سياسيون ان حزب الله لن يتخلى عن التيار في معركة الحكومة وهو إذ يحافظ على ربط النزاع مع بيت الوسط لكنه بالمقابل لا يقبل ان يكسر قرار الرئيس ميشال عون حكوميا لمصلحة أي طرف آخر مهما كانت الضغوط والمحاولات.

 

يتصدر التيار الوطني الحر قائمة القوى السياسية الأكثر تأثرا بالأحداث منذ ثورة 17 تشرين حيث طالته شبهة «كلن يعني كلن» التي رفعتها الانتفاضة الشعبية ضد السياسيين ، وهو كان الطرف الأكثر تشظيا من انفجار مرفأ بيروت الذي دمر منطقة مسيحية، فقد وجه اللوم لفريق العهد والتيار حول أخذ العلم بما يوجد في المرفأ من مواد والتقصير والاهمال الذي اتهم بهما محسوبون على الفريق المسيحي من الدائرتين الامنية والقضائية. من دون شك فإن قرار الخزانة الأميركية أضاف انتكاسة في مسيرة التيار الذي كان يشكو جمهوره ومؤيدوه من تحميلهم من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين تبعات الانهيار ونتائج الحصار الأميركي في الساحة المسيحية وكان مثار جدل منذ فترة بين الداعين لاعادة ترتيب المسار الجديد للعلاقة مع الحلفاء على ضوء التطورات.

 

لا يخف عونيون في النقاشات الداخلية ان التيار مربك قيادة وجمهورا وعلى مفترق خيارات مصيرية بين الخيارات التي يطالبه بها جزء من المجتمع المسيحي والجمهور المسيحي المتمسك بالعلاقة مع الغرب الذي يريد ان يستعيد الوطن عافيته السياسية ويرفض تبني خيارات معينة لا تشبهه، وبين الفريق الذي لا يريد الخروج عن ورقة التفاهم مع حزب الله ويطالب بتطويرها ووضع أسس جديدة لها.