IMLebanon

سرّاقين يا بلدنا  

 

 

يتندّر اللبنانيّون منذ الأمس بأخبار سرقة أنواع من المساعدات الإنسانيّة التي سارعت دول العالم بإرسالها للمنكوبين بتفجير بيروت مجمعين على تعرّض المستحقّين لهذه المساعدات بسرقتها من أهل السلطة، ولم يتركوا طرافة يتمتعون بها إلا وترجموها على مواقع التواصل الإجتماعي خصوصاً وهم يتغنّون بأغنية طروب يا صبابّين الشاي التي أصبحت «يا سرّاقين الشّاي»!

 

لم تخجل السلطات في لبنان وبوقاحة شديدة من سرقة مساعدات من مستوى شاي سيلاني فاخر استكثروه على المواطن اللبناني الذي فقد كل ما يملك بتفجير بيروت، استكثروه عليه وقرّروا أنّه فاخر لدرجة أن يشربه ضباط الحرس الجمهوري وعائلاتهم لأن العائلات اللبنانية المنكوبة «شو بيفهّمها بشرب الشّاي السّيلاني الفاخر»، والسّمك الموريتاني هذا سمك صيد المحيطات شو بيفهّم هاشعب والعائلات المنكوبة بتفجير المرفأ بأكل هذا السّمك، هؤلاء اعتادوا على أكل السمك الفاسد والدّجاج الفاسد واللحم الفاسد، «يا جماعة» نحن نعيش في «محميّة لصوص» قليل عليهم العقوبات الأميركيّة بتهمة الفساد وتمرير أعمال لتمويل حزب الله، عسى أن تفرض عقوبات عليهم جميعاً وتفضح أميركا أو غيرها أرقام ملياراتهم في مصارف العالم وتجمّدها، حتى يتمكّن هذا الشّعب المظلوم من «زفّهم زفّة المفضوح الذي يركبونه حماراً بالمقلوب» وهم يستحقّون أكثر بكثير من ذلك!

 

يا سرّاقين يا لصوص، يا هفتانين يا جوعانين يا آتين إلى «المناصب» شحّادين لا تملكون نقيراً ولا قطميراً فامتلكتم الدّور والقصور والطائرات وأفخر السيارات، «يا ستايل» يا من تتسوقون ثيابكم من ڤيينا وباريس ظنّاً منكم أن هذه الملابس تستر حقيقتكم ونهبكم وسرقاتكم.. قبل يومين قرأت وثيقة منشورة عن مصرفٍ لحساب مسؤول عسكري كبير متقاعد أخرجها من لبنان، فقط 20 مليون دولار، ربما قائد الجيش الأميركي لا يمتلك في حسابه 5 مليون دولار ولو امتلكها لتم تحويله إلى المحاكمة وسؤاله من أين لك هذا؟!

 

يا سرّاقين، حتى المساعدات الطبيّة لم تسلم من أيديكم، حتى الكمامات والقفازات الطبيّة رأينا صورها تباع في الصيدليات، أين الشفافيّة التي هي أهم ما انتظر الشعب اللبناني أن تضعه في صورة ما تمّ التبرّع به وما يتمّ توزيعه علناً وبشفافيّة، توقّعنا تشكيل لجنة تخبر اللبنانيين على الأقل مرّة في الأسبوع عن حركة هذه المساعدات، ولكن لم يحصل هذا أبداً، مع أنّ اللبنانيّين ارتاحوا لإعلان حالة الطوارىء في بيروت باعتبار أن الجيش تولّى زمام الأمور، مرّ شهر والمنكوبين في المناطق التي دمّرها الانفجار الزلزال لا يعرفون «راسن من رجليهم»، إلى متى سيستمر حال الاستهتار بالشعب اللبناني؟

 

حتى الساعة، لم يجرؤ أي مسؤول أو نائب أو وزير أن يتجوّل في مناطق بيروت المهدّمة، هؤلاء خائفون أن يرشقوا بـ»الصرامي» وأن يطردوا بعد أن يتعرّضوا لما يليق بهم من إهانات، ومع هذا كنّا لنحترم أيّ مسؤول نزل ليجول بين الناس ويتحمل غضبهم بصدر واسع، كلّهم يريدون «هوبرة جماعتهم» ليوهموا أنفسهم والنّاس أنّهم لا يزالون يتمتعون بشعبية ما، مع أنهم يدركون أن النّاس ستبصق في وجوههم متى رأتهم!

 

لكلّ شيء نهاية، ونهاية هؤلاء «السرّاقين» آتية، سنتفرّج عليهم والعقوبات الأميركيّة تنتقم لنا منهم، وليخبرهم حزب الله أنّ عقوبة فسادهم هذه هي أوسمة على صدورهم، زادهم الله أوسمة!