Site icon IMLebanon

عيادة المعلّم علامة فارقة على طرقات لبنان

 

حوّلت حافلة إلى mobile clinics كاملة التجهيز

 

قبلاً لم تكن العيادات البيطرية المتنقلة أو mobile clinics تُشاهد في لبنان سوى على قناتي «Animal planet» و«Animaux» أو ما يماثلهما، إلى أن شوهدت منذ ثلاثة أشهر على طرقات لبنان حافلة كاملة التجهيز لتقديم خدمات طبية للحيوانات الأليفة تقودها الطبيبة البيطرية الشابة ماريا المعلّم.

«نداء الوطن» قابلت الطبيبة الشابة صاحبة فكرة Vetlivery. وصلت الدكتورة إلى الموعد متأخرة قليلاً وعذرها معها : «حالة طارئة. طُلبت لمعاينة كلب ووضعه لا يحتمل التأجيل» بالطبع تفهّمت. ضرورات المهنة أولوية.

 

“لطالما أحببت القيام بأمور جديدة ومبتكرة يوم اخترت أن أكون طبيبة بيطرية. منذ تخرجي فكرت بم يمكن أن أقوم به ويكون مختلفاً، ففكرت بالعيادة المتنقلة خصوصاً أن الناس يطلبون دائماً حضور الطبيب البيطري إلى بيوتهم فقلت لم لا أجهز clinic mobile؟ وهذا ما حصل”. إستغرق تجهيز الحافلة عدة أشهر، وقبل ذلك كانت الطبيبىة تحمل حقيبة صغيرة تتوجه عند المريض (الحيوان) بسيارتها لمعاينته حيث هو”ثم شعرتُ أن الناس أحبت هذه الطريقة فانطلقت بتنفيذ مشروعي”.

 

عرف الناس بأمر العيادة البيطرية الأولى في لبنان من خلال الـ”سوشيل ميديا” فلدى الطبيبة المعلم صفحة على فيسبوك وأخرى على إنستغرام وبسرعة أصبحت عيادة المعلّم أشهر من نار على علم وعن الصعوبات التي تواجهها تقول المعلم “بصراحة زحمة السير والطرقات الضيقة من الأمور التي تعيق عملي. فلا أعثر دائماً على مكان مناسب كي أركن “عيادتي”، كما أجد نفسي أحياناً عاجزة عن تلبية طلبات كل مربّي الحيوانات الذين يتصلون بي. هناك عدد محدد من الناس أستطيع تلبية طلباتهم ودائماً أعطي الأولوية للحالات الطارئة. وقتي مش معي. ما يحصل أنني أضع برنامجاً وعندما اُطلب لحالة طارئة من الضروري أن ألبيها خصوصاً مع من أتعامل معهم. عندي مشكلة بالوقت وتنظيم تنقلي في المناطق”.

 

في حال احتاج الحيوان الأليف إلى مستشفى أتتولين نقله؟

 

“أحيانا يطلبونني ولا يعرفون أن هناك حالات طبّية لا يمكن التعامل معها في العيادة ويلزمها رعاية وعلاج خارج المنزل. لا نستطيع ترك الحيوان في الفان ونجد أنفسنا مضطرين لنقله إلى العيادة. ولدي في كل منطقة عيادة أتعامل معها وأنقل إليها الحالات الخاصة كما الحيوانات الكبيرة السن”.

 

مجال تحرك العيادة المتنقلة من البترون إلى بيروت ولدى الدكتورة المعلم مشروع لتوسيع نطاق العمل والعمليات”. تردني اتصالات من الجنوب والمناطق البعيدة طالبة هذه الخدمة لعدم وجود أطباء بيطريين قريبين من مربّي الحيوانات في المنازل. ما أنوي فعله قريباً تخصيص كل ويك أند لزيارة منطقة بعيدة والكشف على الحيوانات وذلك بعد تحديد جدول مواعيد المعاينات.

 

تقدم العيادة المتنقلة الخدمات الأساسية “اللقاحات. المعاينة الدورية. الجراحات البسيطة ( كالخصي) تنظيف الأسنان، فحوصات دم، كل الأمور الأساسية نقوم بها. أما إذا تطلب الأمر علاجاً لعدة أيام، عندها ننقل الحيوان إلى عيادة بيطرية. والأفضلية للحيوانات التي يصعب نقلها. وهناك من يقتني كلاباً كثيرة ولا يستطيع نقلها بالسيارة فيلجأ إلينا، وهناك من لا يستطيع الذهاب إلى العيادة لضيق وقته. مثل هؤلاء يطلبون الخدمة كما أننا نساعد في نقل الحيوانات المصابة جرّاء حوادث صدم والتي تحتاج إلى صور شعاعية بسبب كسور… لن أكذب وأقول نستطيع فعل كل شيء لكن على الأقل ثلاثة ارباع القصص نتولاها”.

 

هل تؤيدين خصي الحيوانات الذكور التي تُربّى في المنازل واستئصال أرحام الإناث؟

 

هناك أمور علمية ومشغول عليها لسنوات أفضت إلى أرجحية الخصي أو إجراء عملية الرحم للأنثى. والأمر يختلف بكل حالة كما تختلف الأهداف.

 

فمن لا يريد تزويج هرته أو كلبه ولا يحبذ الـ breeding أي التكاثر يُنصح بالإخصاء للذكور وبعملية الإستئصال للأنثى. والإخصاء يخفف الأمراض، منها السرطان، ويهدئ أطباع الكلب أو الهر أو أي حيوان آخر.

 

وعن الإلتزامات تجاه الحيوان المنزلي تقول المعلّم: “هناك “المينيموم” المفروض إجراؤه مثل اللقاحات. والبعض يتجنبه بحجة أن كلبه”ما بيضهر” ولا يعاشر كلاباً أو يختلط بها، والهر لا يغادر البيت فلا نلقحه. يجب أن يُعطى اللقاح دورياً وطوال عمر الكلب بمعزل عن وضعه، بخاصة في لبنان لإنو الـ “فيروس” موجود والناس غير واعين لهذا الأمر حتى الدولة لا تقوم بواجب التوعية. الكلَب موجود في لبنان لا تعرف متى ينتشر ولا تعرف متى يتعرض الكلب أو الهر لعضّة. شغلتنا الوقاية لذا أقل ما يمكن القيام به إعطاء الحيوانات “الطعومات”.عدا أدوية الدود والبرغوت …

 

تستعمل ماريا المعلّم صيغة نون الجماعة في الحديث، فتظن أن فريق عمل يواكبها لتكتشف أنها مفرد بصيغة الجمع، ولا يعاونها أحد. سألتها عن نظرة الناس إليها وهي تقود حافلتها تقول المعلّم:

 

“في البداية كان الأمر مضحكاً وطريفاً. أن تشاهد صبية تقود الفان وأكيد ما بتعرف تصفّ كان الناس ودودين وكلو بدو يساعد بالصفّة. على الطرقات يتصرفون بطريقة محببة كباراً وصغاراً. أتسلى كثيراً بزحمة السير. صحيح أنها تؤخرني عن شغلي. لكن أفرح بالناس. الجميع يلوحّ لي. الجميع يبتسم. تخيل الأحاديث من شباك لشباك، يخبرونني عن حيواناتهم. يستشيرونني …”.

 

تتعامل الطبيبة الشابة بحنان جليّ مع الحيوانات فكيف تفصل بين العاطفة والمهنة التي تتطلب أحيانا قساوة؟:

 

“الفصل ضروري ـ تقول المعلم ـ فأنا لا أستطيع دائماً إنقاذ كل الحيوانات مهما بذلت من جهد. نشعر كأطباء بالذنب ولو لم يكن الأمر يتعلق بنا كما نشعر بالضغط جرّاء هذا الموضوع (خسارة حيوان) وبحكم طبيعة عملي، ودخولي إلى المنازل تصير العلاقة مع أصحاب الحيوانات شخصية وذات طابع إنساني. أشعر معهم. أتحدث معهم. وهذا الأمر لا يحصل مع باقي البياطرة”.

 

وتابعت “كوني بنتاً أحس أن العاطفة تغلب أحياناً المنحى المهني. أحيانا أبقى عند الزبون (الحيوان) ثلاث ساعات أو أربعاً أو خمساً. يطير نهاري. ما فيي إتركو لإنو مريض وهذه مشكلة في شغلي لأنني لا أتواجد في عيادة. عم يوقف شغلي كرمال patient معين. وهذا ليس جيداً. بس على طول العاطفة تطغى”.

 

وتطرقت المعلم إلى أن بعض الحيوانات الأليفة لا تقدر أن تخرج من بيئتها، “وهذا من الأسباب التي حفّزتني للقيام بهذا المشروع. بعض الكلاب مثلاً تشعر بالـstress تخاف. غير معتادة على الناس، ولا على كلاب أخرى وليست معتادة حتى على الهررة. أحياناً ندخل على هرّة شرسة في أثناء نومها أعطيها اللقاح من دون أن تشعر بينما وضعها في القفص ونقلها بالسيارة فقد تشعر بالهلع”.

 

في حال تلقيت اتصالاً ملحاً عن بقرة تعاني من تعسر في الولادة (وحيوانات المزارع خارج اختصاصك) أتتدخلين؟

 

نحن لا نعتدي على مجالات زملائنا. طبعاً لا يمكنني تلبية مثل هذا الطلب حتى لو كنت قادرة عليه.

 

وماذا عن الطيور؟

 

أحب الببغاوات كثيراً. وقد شاركت في دورة خاصة بالبرازيل تتعلّق بالطيور الـ exotiques. وروت أنها صادفت ببغاء يعيش في بيت يقتني كلاباً كثيرة مدربة، وقد تفنن الببغاء في فرض سلطته عليها حيث يمضي كل النهار في إعطائها أوامره …بطريقة حازمة.

 

الأهل ، بمعظمهم ينتابهم السرساب كلما تخطت حرارة أولادهم الـ 7 ونص ويسارعون إلى الإتصال بطبيب العائلة أو طبيب الأطفال وتصادف الطبيبة المعلم نسبة لا بأس بها من “المسرسبين” ممن لم يربوا حيوانات قبلاً،

 

” واللي ما مربى حيوانات بيضل مسرسب وموسوس إذا نتفة نام الكلب زيادة بيتصلوا وبيسألوا وبيتطمّنوا”.

 

وتعترف المعلم أن الوعي بالنسبة إلى الحيوانات الشاردة ليس بالمستوى المطلوب وأن شرائح كبيرة من اللبنانيين لا تتقبّل الحيوانات ( pets). بكل صراحة لا يحبون الحيوانات ومن وُجدت لديهم حيوانات في البيت يرمونها على الطريق ولا يطببونها إن مرضت. حيوان في البيت ويُعامل هكذا فكيف إن كان شارداً. يه هيدا كلب جربان … سأشتغل على الموضوع هذا وأساسه التوعية. عندما يدرك الناس طبيعة الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وكيف يزول عنهم الخوف من الحيوانات المنتشرة على الطريق وعندما تُعطى هذه الحيوانات اللقاحات المطلوبة ويعرف الناس أنها تحت السيطرة والمتابعة الطبية عندها سيطمئنون وتخف “النقزة” منها.

 

تعتبر الطبيبة المعلم “أن الحيوان بالبيت مهم جداً للأولاد وشخصيتهم وخصوصاً من لديهم تخلّف(retard). للحيوان دور مهم في التوازن في العائلة. معظم الناس لا يدركون هذه الأهمية. والبعض يرضخون لنق أولادهم وإصرارهم على هر أوكلب. يأتون به بالصيفية، وبالشتوية بيتركوه. هذا إلتزام، هذه مسؤولية، هذا مثل ابنك. سيصبح ولداً زيادة بالعيلة. يتخلون عنه بحجة “مش عم نلحقلو أو ما بيعرفو إنو في مصروف بين أكل وطبابة وأمور hygeniques تكلّف شهرياً بين الـ 50 والمائة دولار. الحيوان بدو إلتزام بدو ميزانية”.