IMLebanon

فريقا 8 و 14 آذار يُراجعان حساباتهما بعد 14 شباط

في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، قرأت مصادر سياسية بارزة المشهد داخل فريق 14 آذار بشكل مختلف عن العام 2005 عندما انطلقت حركة 14 آذار، ورأت أنه من الخطأ عدم تقييم التجربة السياسية لهذا الفريق، انطلاقاً من الخسارة الأخيرة التي واجهها رغم كل ما يقال لتغيير أو تجميل هذا الواقع، لا سيما وأن هذا الفريق بات في موقع المتلقّي وليس المبادر، وهو ما بدا جلياً من خلال مقاربة الإستحقاق الرئاسي في الدرجة الأولى قبل أي عنوان آخر. لكن هذا الواقع، لا يعني أن هذه الخسارة ستكون دائمة، بل على العكس، فهو مؤشّر على تعرّض هذا الفريق لامتحان دقيق وحسّاس، كما أضافت المصادر نفسها، والتي اعتبرت أن قيادة 14 آذار بدأت تقارب التحوّلات الداخلية والإقليمية بنوعٍ من الواقعية ولو «المتأخّرة» للمعادلات السياسية القائمة بعد 11 عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد الحريري. وكشفت أن مشاركة رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري المباشرة بالإحتفال بالذكرى السنوية لجريمة 14 شباط 2005، تعكس اتجاهات مختلفة عن الإتجاهات السابقة في التعاطي بأسلوب واقعي وعملي مع المعطيات الداخلية، مع العلم أن هذا التوجّه ليس مستجدّاً، إذ انطلق منذ مبادرة دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

لكن المصادر السياسية ذاتها، لم ترَ أي انعكاسات إيجابية لهذا التحوّل على الملف الرئاسي رغم كل المبادرات الصادرة عن قيادات 14 آذار وترشيحها لشخصيات من قوى الثامن من آذار، واعتبرت أن ترشيح فرنجية في موازاة ترشيح «القوات اللبنانية» للعماد ميشال عون، لم يرتّب أي نتائج عملية تؤدي إلى إقفال ملف الشغور الرئاسي، وأكدت أن المبادرتين قد دفعتا نحو إعادة هذا الملف إلى المربّع الأول، وذلك بغض النظر عن النوايا لدى الطرفين، وبالتالي، فإن الترشيحين لم ينهيا الشغور الرئاسي، والذي ما زال مرشّحاً لأن يدوم ويستمرّ حتى إشعار آخر.

وفي هذا المجال، كشفت المصادر نفسها، أن تقاطع إرادات القوى السياسية الداخلية، كما العواصم الفاعلة والمؤثّرة بالإستحقاق الرئاسي باستثناء طهران، قد فشل في تأمين المناخات الملائمة لتأمين الإنتخابات الرئاسية، وفوز أي من المرشّحَين اللذين ينتميان إلى فريق 8 آذار. ورأت في هذا المشهد مؤشّراً على عمق المأزق الرئاسي، وذلك على الرغم من كل المواقف السياسية الإيجابية المعلنة وحتى الساعة من قيادتي فريق 8 و 14 آذار على حدّ سواء، والتي لم تهمل الحديث عن تسرّع في عملية الترشيح في الدرجة الأولى من خلال دعم الرئيس الحريري للنائب فرنجية.

وتحدّثت في هذا السياق، عن أكثر من «دعسة» ناقصة قد سُجّلت أخيراً في المسار الرئاسي، وقد دفعت مجدّداً نحو العودة إلى المربّع الأول في المأزق الرئاسي، وعن توجّه كل القوى السياسية إلى الدخول في عملية خلط أوراق تمهيداً لإعادة رسم خارطة طريق جديدة للإستحقاق الرئاسي. وتوقّعت المصادر السياسية البارزة عن إدارة مختلفة لهذا المسار، وبرزت أولى ملامحها من خلال حديث السيد حسن نصرالله عن سلّة التوافق قبيل حصول الإنتخابات الرئاسية، وذلك في مبادرة جديدة لتأمين شروط داخلية مناسبة لحسم السباق الحالي بين مرشّحَي 8 آذار العماد عون المدعوم من الدكتور سمير جعجع، وفرنجية المدعوم من الحريري. ولكن في الوقت نفسه، توقّفت هذه المصادر عند التطوّرات الأخيرة على المسرح الإقليمي انطلاقاً من مسار المعارك العسكرية على الساحة السورية، حيث لاحظت أن من شأن أي تبدّل في صورة المعارك في ضوء التدخّل البرّي المحتمل من قبل تركيا والعربية السعودية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، أن يعيد رسم المشهد السياسي الداخلي، وليس فقط واقع الإستحقاق الرئاسي، وذلك على صعيد رفع منسوب التجاذب أو تراجعه، لأن الحظوظ تكاد تكون متساوية بين التصعيد أو التهدئة في الخطاب السياسي الداخلي.