IMLebanon

دمعة إلى الرئيس عمر كرامي

أول الغدر اغتيال رجل الدولة الشجاع، الصبور، الحكيم، زعيم طرابلس وعقل الشمال الراجح، اذ وقعت المسؤولية عليك في ظرف كانت فيه خريطة لبنان قيد الدرس، وكانت الخطط تعد لشرذمة مدينتك وتحويلها الى زواريب وأزقة، فحضر إليك المجتمع السياسي من كل حدب وأكد لك ان صالون رشيد كرامي سيظل مركز القرار بعدما توليت القرار ومخاطره وأعباءه.

ورغم هويتك السياسية التي لا لبس فيها، كنت تعاني عبث الهوامش وتعديها على نصاعة المتن، الى أن اختُلِقت الذرائع، وامتلأت الشوارع بالدخان الاسود النابع من القلوب قبل عجلات المطاط المحترقة.

يتألم النهر عندما تُحفر على ضفافه المسارب، بقصد اضعاف زخمه وتعميم الاستنقاع لترتع فيه الحشرات السامة والقوارض، ويكاد لا يدري لذلك سبباً، فينطوي على مجراه كاتماً أنينه وخريره في صدى الضمائر.

وكان الغدر الهائل، عندما انفجر رفيق الحريري في عهد حكومتك، فتأملت ملامح وجهك عندما وقفت على حافة الحفرة، كأنك تستذكر أخاك الشهيد الذي دفع مع رفيق الحريري ثمن الاصرار على الايمان بالدولة.

وحين قدمت استقالتك بذلك الصوت المتهدج، كنت متأكداً ان البركان يتفجر داخلك، وأنك منعت الحمحم من الخروج واكتفيت بالدمع الهتون والسمت الحزين، وكأنك كنت تقول للسيدة بهية “بي مثل ما بك يا أخية”.

كثير من الرجال تعاكسهم الظروف وقليلهم يبقى على إيمانه…

دولة الرئيس…

جعلتني صديقك، بعد تباين، وبقيت الصداقة رغم التباين، ذهبت اليك مع الأخوين توفيق سلطان وعمر مسقاوي الذي قال لك انت الآن تحمل شرف المدينة، ونحن معك متضامنون بالدفاع عن هذا الشرف.

نحن الآن نشيع فيك رجلاً ظلمته الأيام وغدره المرض الذي فتك بالأنسجة فعصت عليه الرجولة والشجاعة التي تمتعت بالانتساب اليك، خصوصاً في أيام معاناتك، اذ حجبت نفسك عن محبيك لكي تظل في ذاكرتهم قامة لا تنحني.