IMLebanon

طهران تعترف بأن جيش الأسد منهك!

ما معنى ان يأتي هذا الكلام المفاجئ من إيران عشية افتتاح الجولة الجديدة من مفاوضات استقطاع الوقت في جنيف حول الأزمة السورية؟

حسين أمير عبد اللهيان قال أمام مجلس الشورى: “إن الجيش السوري منهك بعد سنوات من الحرب، وإن وقف إطلاق النار سيوفّر له أرضية خصبة لكي يعمل على إعادة بناء هيكليته”!

هذا الكلام يأتي بعد أقل من شهر من تصريحات إيرانية أفادت أن طهران تحشد لدعم النظام ما يزيد على ستين ألف مقاتل، ومن المعروف ان “فيلق القدس” الذي يقوده “الحرس الثوري” أرسل الى سوريا عراقيين من ميليشيات مختلفة الى أفغان من الفاطميين وباكستانيين من الزينيين و”حزب الله” من لبنان فضلاً عن الوحدات الإيرانية، فماذا عدا مما بدا وخصوصاً بعد الحديث عن تقدم الجيش السوري في أكثر من منطقة؟

أهم من اعتراف ايران بأن الجيش السوري منهك قول عبد اللهيان “إن المفاوضات السياسية في جنيف تهدف الى تحديد أعضاء المجلس الإنتقالي”، وهذا كلام مثير لأن ايران لم تُعر يوماً اهتماماً لكل حديث عن مجلس انتقالي أو حكومة انتقالية أو أي شيء يشير من قريب أو بعيد الى الانتقال السياسي، الذي يعني بالتالي خروج بشار الأسد من السلطة، فهل نستطيع ان نفهم مثلاً ان العملية الانتقالية أصبحت تلقى قبولاً ايرانياً؟!

لا أتردد في القول إنه بعد حديث جون كيري عن إمكان تقسيم سوريا، وبعدما تبعه فوراً الحديث الروسي عن احتمال ذهاب سوريا الى الفيديرالية، حصلت هزة عميقة وجذرية في الحسابات والمراهنات الإيرانية والتركية، ولهذا كانت زيارة أحمد داود أوغلو المفاجئة لطهران، وكل ذلك على خلفية مخاوف عميقة من ان يكون التقسيم أو الفيديرالية بداية دومينو إقليمي يصل الى العراق المُقسّم عملياً ولو من دون إعلان، ويذهب بعيداً الى ايران نفسها والى تركيا.

أمام احتمالات كهذه وإن كانت لا تزال في المرحلة الإستطلاعية، التي تسبقها الآن ترسيمات ميدانية مُمَهدة على الأرض لتنفيذها في ما بعد، لن يكون من المستغرب أو المفاجئ أن يبرز الحديث الإيراني لا عن الجيش السوري المنهك ولا عن تحديد أعضاء المجلس الإنتقالي، وخصوصاً اذا كان الإنهاك يعني وقفاً فعلياً للنار يفسح في المجال لاحقاً في جنيف، للتوصل الى الإتفاق على صيغة إنتقالية ليس المهم فيها أين يكون موقع الأسد بل ماذا يكون مصير سوريا كبلد موحد!

عبد اللهيان الذي قال إن أميركا تصر على إبعاد الأسد وروسيا تتمسك به، لم يكرر اللازمة ان طهران تتمسك به، بل قال إنها تشدّد على ضرورة “الحفاظ على سيادة الأراضي”… والكلام واضح جداً!