IMLebanon

طهران تنصح الفرقاء اللبنانيين بالتفاوض مع نصرالله

القدرة الإيرانية على التدخل «محدودة»

طهران تنصح الفرقاء اللبنانيين بالتفاوض مع نصرالله

يحكم الاعتقاد أن إيران قادرة على وضع ملف رئاسة الجمهورية على سكة الحل، معظم المواقف الخارجية، وتلاقيها مواقف داخلية، ولذلك تتكرر مطالبة ايران بالضغط على «حزب الله» لتمرير الانتخابات الرئاسية، من دون معرفة المطالبين بحدود التدخل الإيراني الممكن في امور هي من اختصاص قيادة «حزب الله» حصراً.

في المقابل ثمة جواب ثابت لدى المسؤولين الإيرانيين حول حدود القدرة الإيرانية على التدخل في الملفات اللبنانية، والتي يجزم هؤلاء المسؤولون بأن هذه القدرة «واضحة ومحدودة». يشدّد الإيرانيون على أن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، «كان صادقاً في تأكيده ان إيران لا تتدخل في الملــفات اللبنانية على الإطلاق، ولا تستخدم أسلوب الضغط او التبعــية مع حلــفائها الذين وحّدهم مَن يقدّر الموقف والمصلحة ويتّخذ على اساسه القرار». يؤكد الإيرانيون أن «جلّ ما تقوم به إيران هو الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة مع الجميع والمساعدة على تقريب وجهات النظر اللبنانية ـ اللبنانية».

يشير مصدر إيراني إلى أنه «انطلاقاً من الموقع الذي يحظى به رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لدى القيادة الإيرانية، فهو غالباً يتوجّه بالطلب المباشر الى المسؤولين الإيرانيين للتدخل وفق مسوغات واعتبارات موضوعية ومقنعة لديه، بينما حزب الله لم يطلب أبداً من إيران التدخل في الملفات الداخلية اللبنانية، ومنها موضوع الرئاسة، ولا إيران طلبت أو في وارد أن تطلب من حزب الله تهيئة ظروف تدخلها في لبنان».

في هذه الإشارة إلى دور الرئيس بري يكشف المصدر الإيراني أنه «عندما تصاعد الخلاف في لبنان ربطاً بالتطورات الاقليمية، مما هدّد إمكانية استمرار الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل وصارت إمكانية وقفه عالية جداً، طلب الرئيس بري من السعودية التدخل للإبقاء على هذا الحوار نظراً لأهميته في الحفاظ على الاستقرار والتهدئة، وأيضاً طلب من إيران التدخل المباشر لإيجاد حل لهذا الموضوع وتأمين استمرارية الحوار، كما طلب التدخل للمساعدة في إيجاد الحل للموضوع الرئاسي، وطهران تقدّر عالياً للرئيس بري دوره الوطني المحوري في الحفاظ على الدولة والمؤسسات وحماية الاستقرار والسلم وفتح الأبواب في كل الاتجاهات وتأمين ظروف الحوار وقيادته وهي داعم له في هذا الاتجاه. مع الإشارة إلى أن إيران تدعم حزب الله في كل شيء، ومنها خياراته السياسية المتفاهَم حولها مع الرئيس بري».

ماذا عن إمكانية انعكاس التقارب الإيراني ـ السعودي على لبنان، خصوصاً أن الرئيس نبيه بري من المبشّرين دائماً بذلك؟ يوضح المصدر أن «مشروع إيران هو التقارب الدائم وليس مشروعها الحرب التي تقع عندما لا يكون هناك من طريق آخر، ودائماً تكون إيران في موقع الدفاع عن النفــس في مقابل الهجوم، عليها بدءاً من انتصار الثورة الإســلامية، حيــث بدأت الحرب العالمية عليها عبر صدام حسين واستمرّت لثماني سنوات، وهي لم تكن بعد قد التقطت أنفاسَها وثبّتت ثورتها وبدأت بناء الدولة. فإيران ليست طالبة حرب، وهي سعت لحل الأزمة السورية من دون حرب بينما كان القرار التركي ـ السعودي ـ القطري بالحرب، لذلك إيران تتحمّل الكثير وتتنازل كثيراً حتى لا يكون هناك حرب، وتحديداً بينها وبين السعودية، او تستمرّ حرب قائمة، مع أنها قادرة ومقتدرة على خوض الحرب والدفاع عن نفسها، وهي لذلك تبحث دائماً عن تقارب مع السعودية».

يؤكد المصدر أن «حزب الله ليس بعيداً عن منطق الحلول، لا بل هو يدفع باتجاهها، وسيرته في محطات عديدة تثبت ذلك منذ التحرير في العام 2000 الى الانتصار في حرب 2006 الى اليوم. وجدناه يوظف الإنجازات والانتصارات لمصلحة لبنان كله والعرب والمسلمين كلهم.

يشدّد المصدر الإيراني على أن بلاده «لا علاقة لها بالملفات اللبنانية، وقرار السيد الخامنئي هو أن إيران في خدمة المقاومة، من هنا يجب الالتفات إلى أن السيد نصرالله هو الوكيل العام للسيد الخامنئي في لبنان، وكلام روحاني للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما فاتحه بالملف اللبناني يختصر هذه الحقيقة، فالإيراني ليس بإمكانه أن يمون على السيد نصرالله المرتبط مباشرة بالخامنئي الذي فوّض نصرالله القرار الذي يراه مناسباً داخلياً وإقليمياً، أي أن نصرالله هو الذي يقرر في الملف اللبناني وملفات أساسية في المنطقة».

وينصح المصدر الفرقاء اللبنانيين «أن يتوجّهوا إلى نصرالله للبحث معه في كل ما يخصّ بلدهم، لأن القرار له، وكل ما تستطيعه إيران هو المساعدة غير الملزمة».