IMLebanon

طهران: الغرب هو المستفيد من الخلاف الإيراني – السعودي

ليس معتاداً أن يدلي مسؤول إعلامي رسمي بمواقف عن الأوضاع في بلاده وعن سياستها الداخلية والخارجية ومواقفها من القضايا الاقليمية والدولية، لكنّ المدير العام لوكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء (إرنا) الرسمية محمد خدادي غَيّر العادة وتحدث من موقعه كخبير في شؤون بلاده على كل المستويات، إنطلاقاً ممّا لديه من معطيات يحصل عليها بحكم موقعه على رأس مؤسسة إعلامية كبرى وتبثّ أخبارها بتسع لغات حول العالم.

يشير خدادي الى أنّ ادارة إيران الآن يعبّر عنها شخصان هما: وزير الخارجية محمد جواد ظريف وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، فالذين يؤيّدون ظريف يحافظون على سليماني والذين يؤيّدون سليماني يحافظون على ظريف، سليماني قائد عسكري في جبهات الحرب وظريف قائد في الساحة الديبلوماسية.

ويضيف المسؤول الاعلامي الايراني انّ ظريف قاتل ست دول في العالم (مجموعة الخمسة زائداً واحداً) قتالاً جدياً إنتهى بتوقيع الاتفاق على الملف النووي، وإنّ شخصاً مقتدراً مِثل سليماني دفع “داعش” الى خارج حدود ايران، حيث كانت عناصرها تنتشر على تخوم مدينة قصر شيرين القريبة من الحدود العراقية”.

وقارنَ خدادي بين واقع ايران وبعض دول المنطقة، فقال: انّ بعض تلك الدول أنشأت تنظيمات وهيئات كثيرة، لكنّ أيّاً منها لم تبقَ وفية لمنشئيها، لأنّ المال لا يصنع العقائد والايديولوجيات. امّا ايران فلديها حليف واحد هو “حزب الله” الذي يحظى بكل الدعم منها.

ويوضِح خدادي: “ليس هناك تضارب بين الاعمال الديبلوماسية والعسكرية، وليس هناك خلافات في الآراء في ايران ولو كان هناك اختلاف لَما حصل الاتفاق مع دول الخمسة زائداً واحداً، او حصل تقدّم في سوريا”، فالخلاف في اي بلد يمنعه من حل مشكلاته مع أي بلد آخر.

وعن الخلاف الإيراني – السعودي، قال خدادي: في شأن السعودية نعتقد انّ لكل بلد الحرية في شؤونه، وايّ حوار معها يكون على أساس المصالح والنقاط المشتركة، ونتحاور مع اي بلد في العالم ايضاً، باستثناء إسرائيل التي لا نعترف بها.

ويشير المسؤول الاعلامي الايراني الى انّ ايران لا تحارب السعودية وانما تحارب الارهاب، ولديها القدرة للدفاع عن نفسها. ويعتبر انّ المستفيد من الخلاف بين السعودية وايران هو الغرب، ولذلك نحن لسنا مسرورين من الخلاف مع السعودية، ونريد افضل العلاقات معها، مؤكداً انّ بلاده ترحّب بوساطة اي دولة لحلّ الخلاف مع الرياض، فنحن مقتنعون بأنّ ايّ خلاف سيكون له حل وهذا الخلاف لن يكون أهم من الخلاف الذي كان قائماً بين ايران ومجموعة دول الخمسة زائداً واحداً.

وأشار إلى أنّ ايران قبلت إرسال حجّاجها الى السعودية دلالة على حسن النية، اذ انّ السعوديين أبدوا استعداداً للحوار معها في مسألة الحج وعليهم ان يتحاوروا معنا بدلاً من التهديد بشَنّ الحرب.

ويلفت خدادي الى اننا أزلنا الحصار عنّا وتحسنت علاقاتنا الدولية، ولدينا الآن افضل العلاقات مع كثير من الدول من اذربيجان الى العراق والكويت وباكستان وافغانستان ولبنان والمانيا وايطاليا، وهذا يعني انّ علاقاتنا الدولية تتحسّن يوماً بعد يوم.

ونحن نسعى الى تحسينها أكثر فأكثر، والآخرون يعملون لتحسين علاقاتهم معنا، وحتى مع الولايات المتحدة الاميركية، إتفقنا مع المشكلة الرئيسية التي كانت الملف النووي.

وفي المقابل، إننا نشعر انّ علاقات السعودية مع هذه الدول التي ذكرناها كانت جيدة، ولكنها باتت تتعرض يوماً بعد يوم للتخريب، بسبب السياسة التي تنتهجها في الحرب والحصار وغيره.

ويرى خدادي انّ المخططين الرئيسيين الذين أنشأوا داعش ليقتلونا نحن والآخرين في المنطقة لديهم تخطيط سياسي، حتى يبيعوا السلاح ولتكون لهم كل المنافع في الحرب والسلم والادّعاء في النهاية بأنهم مَن يحافظ على السلام وانّ الآخرين هم الذين يشنّون الحروب.