أقرت اسرائيل بما كان مقدرا، وبما كان بالإمكان وسمه بـ «نظرية المؤامرة»، لو صدر عن احد مسؤولي المقاومة ومريديها. الهجمة التي قادها عدد من المصارف اللبنانية ضد حزب الله وبيئته، هي صنيعة الاستخبارات الاسرائيلية، وإن صيغت وفرضت عبر قانون سن في الكونغرس الاميركي.
في معرض نقاش خاص حول «ضائقة حزب الله المالية»، حاورت القناة العاشرة العبرية (14/08/2016)، الكاتب والخبير في الشؤون الامنية والعسكرية، يوسي ميلمان، المعروف بقربه من المؤسسة الامنية في اسرائيل. ميلمان شرح للاسرائيليين، «النجاح الباهر» مع المصارف اللبنانية واستجابتها لقطع علاقاتها بحزب الله ومؤسساته، وذلك بعد ضغط اقتصادي كبير من الولايات المتحدة. واشار الى ان «المصارف في لبنان لم تعد تتعامل مع حزب الله ولا تحول له اموالا ولا تودعها لديها». وكشف ان الضغط الاميركي جاء بتنسيق واسع جدا مع الاستخبارات الاسرائيلية، التي قادت اضافة الى جهود استخبارية اميركية واخرى من «جهاز استخباري من غرب اوروبا»، جهودا لإفهام المصارف اللبنانية بضرورة قطع علاقاتها بحزب الله.
وأشار ميلمان الى ان الاستخبارات الاسرائيلية ونظيرتها الاميركية، تعملان بتعاون وتنسيق في هذا المجال، وتتبادلان المعلومات بشكل وثيق ، كما ان «الموساد الاسرائيلي اسس لوحدة خاصة تعمل للعمل في هذا الموضوع».
وفي مقالة طويلة في صحيفة معاريف، اشار ميلمان في السياق نفسه، الى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية وغربية أخرى، تستحصل على معلومات حول الحسابات في المصارف وعمليات نقل وارسال الاموال من قبل حزب الله وتضعها على طاولة نائب وزير المالية الأميركي المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية، آدم سوبين، لاجراء اللازم.
ونوه ميلمان بضرورة مدح شجاعة حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، على ادائه. وقال «رياض سلامة هو الشخص الاكثر شجاعة في لبنان. هو ماروني، لكنه يتصرف كانتحاري شيعي في تصميمه على مواجهة تهديدات حزب الله»، واضاف «مسؤولو البنوك الاميركية والاوروبية، الذين يلتقون سلامة، يقرون انهم لو كانوا مكانه ما استطاعوا النوم بهدوء. فقبل عدة اشهر انفجرت عبوة ناسفة بجانب البنك المركزي في بيروت، وضعت كما يبدو من قبل حزب الله لتخويف سلامة، وتحذيره من الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة..».
سلامة، يضيف الخبير الاسرائيلي، هو شخصية مهنية محترمة وناجحة في لبنان، وهو رغم ازمة العقوبات المالية الحالية ضد هذا البلد، ما زال اسمه يتداول كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، «لكن موقفه الشجاع قضى على فرص انتخابه لهذا المنصب».
مع السعودية ضد حزب الله
في سياق متصل، وتعليقا على كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى العاشرة لحرب تموز، وتذكيره بأن صواريخ المقاومة تطاول كل نقطة في اسرائيل، اقرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بالقدرات الموجودة لدى حزب الله، وأكدت ان «نصر الله وحزب الله هما الجهة العدوة لاسرائيل مع كثير من السلاح والصواريخ». وطالبت بضرورة العمل على «استعداد الجيش الاسرائيلي والجبهة الداخلية». واضافت: «لدينا فرصة كبيرة جدا بأن نستمع جيدا لما يقوله السعوديون عن حزب الله وموقفهم منه واعلانهم انه منظمة ارهابية… فلنعمل معهم ضد هذه التهديدات».