IMLebanon

تل أبيب تسعى لجرّ واشنطن الى حربها ضد لبنان

لم تكن مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وما رافقها من ردود فعل، التي اطلقها عشية سفره الى مصر حول سلاح حزب الله، بعدما كان سبق واعتبره يتخطى قدرة لبنان على معالجته، وحدها كافية لاعادة هذا الملف الشائك الى دائرة الضوء، ليس محليا فحسب انما دوليا أيضا. فبعد أن سارعت ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى التذكير بقرار مجلس الامن 1701 الذي يدعو الى نزع سلاح كل الجماعات المسلحة، دعت الأمم المتحدة «الزعماء اللبنانيين الى «اغتنام» الزخم السياسي من أجل «معاودة المناقشات» حول استراتيجية للدفاع الوطني تقود الى نزع سلاح «حزب الله» وغيره من الميليشيات وفقا لقرارات مجلس الأمن». كل ذلك عشية القمة الاميركية ـ الاسرائيلية في البيت الابيض.

ففي هذا الاطار اشار موقع «والاه» الاسرائيلي الى أن اللقاء الأول بين الرئيس الاميركي ورئيس وزراء اسرائيل سيتركز بشكل أساس اضافة للقضية الفلسطينية، حول الملفّ الإيراني،مع استئناف نتنياهو حملته القديمة ضد الاتفاق النووي منذ تولي دونالد ترامب لمهامه في البيت الأبيض، الذي من  ابرز تشعباته حزب الله، حيث من المنتظر ان تسفر المحادثات بين الطرفين عن تشديد للعقوبات بحق الحزب في اطار حزمة العقوبات الجديدة بحق الجمهورية الاسلامية لتجفيف منابع تمويل وتسليح الحزب»، لذلك على الولايات المتحدة أن تدير عبر خط قوي إجراءً يغيِّر واقع حزب الله»، بحسب احد اعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء الاسرائيلي، مضيفا «يجري الحديث عن عملية تحظى بدعم الدول السنّية في المنطقة»، كاشفا ان نتانياهو سيناقش تعاظم تهديد الحزب على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقد يحاول التوصّل إلى تفاهمات معه في ما خص المعركة المقبلة المحتملة مع الحزب، ما يستدعي تدعيم برامج المساعدات والتعاون العسكري.

واشار موقع «والاه» إلى أنّ نتنياهو سيؤكد أمام ترامب الخشية الإسرائيلية من أن تسوية سياسية أو عسكرية حيال سوريا قد تعزز المحور المؤلّف من إيران ونظام الأسد وحزب الله، موضحاً ان اي صفقة مع بوتين يجب أن تحفظ المصالح الإسرائيلية، وذلك من خلال أن تكف سوريا عن كونها محطة لنقل السلاح الذي يصل من إيران إلى حزب الله، ووقف التسليح الإيراني للمنظمات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية في المنطقة».

من جهته اكد وزير الاستخبارات الإسرائيلية اسرائيل كاتز ، إن نتنياهو سيحث الولايات المتحدة «للايقاع بين حزب الله وإيران، من خلال فرض عقوبات قاسية من شأنها أن تجعل طهران تفكر مرتين قبل تقديم الدعم له، هو الذي يعيش على أموالها وأسلحتها المتطورة، ما يفرض وجود عقوبات تعطل حزب الله مع تهديد موثوق جداً لإيران إذا لم تتوقف عن دعمه».

امر يتوافق مع وجهة نظر الباحث في مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية جوشوا تيتلبوم، الذي راى أن «الأولوية التي وضعها نتنياهو هي فتح صفحة جديدة مع البيت الأبيض، بعد ثماني سنوات من الحدة، ستساعد أميركا من خلال علاقة أفضل بتل أبيب في أي صراع، خصوصاً مع لبنان، حيث لن يكون حزب الله الهدف فحسب»، اذ وفقا لكاتز، «للزيارة أبعاد أخرى، فمنذ العام 2006، عزز حزب الله ترسانته بصواريخ ذات جودة عالية يمكن أن تصيب معظم إسرائيل، ولأن حجم التهديد الآن هو أكبر من ذلك بكثير، فإن حجم رد الفعل الإسرائيلي في الحرب المقبلة يعني أنه سيطال كل لبنان، لذلك يجب أن تكون جميع الأطراف الدولية لها مصلحة في إضعاف حزب الله».

من هنا ترى مصادر ديبلوماسية غربية الى ان طهران تشكل الاختبار الصعب لسياسة ترامب الخارجية، إذ يجب أن تحول إدارته دون تمكين إيران من الخروج منتصرة في أي من الحروب، التي تشهدها ساحات الشرق الأوسط، من سوريا الى اليمن مرورا ببغداد وبيروت، معتبرة أن التعامل مع إيران سيكون مهما جدا، لمعرفة إلى أي مدى يمكن للإدارة الجديدة أن تفرض هيبتها في المنطقة، والى أي مدى سيستطيع ترامب اثبات أنه قادر على اتخاذ قرارات تقليدية وسياسية حقيقية بهذا الشأن، رغم ان الادارة الجمهورية مضطرة حاليا للتمسك بسياسة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه إيران، لجهة التزامها ببنود الاتفاق النووي رغم التصريحات «الانتخابية» الواعدة بالتنصل من ذلك الاتفاق، رغم ان الاتفاق يساعد طهران في إبقاء دعمها متواصلا للنظام  في سوريا، وحزب الله في لبنان وسوريا، وغيرها من المصالح السياسية الإيرانية الأخرى.

في معرض تحليله للزيارة الاولى الى البيت الابيض، نشر موقع «الغماينرط المقرب من اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة، تحليلاً اعتبر فيه أن إسرائيل تراقب بدقة سلوك فريق ترامب تجاه إيران ومدى استجابة الاخير لأي صراع مقبل مع لبنان.ورغم استبعاد المحللين اندلاع اي حرب في المدى المنظور عندالحدود الشمالية، يقر التحليل بان «لا مفر من المواجهة موردا بعض المؤئرات اللافتة اخيرا، من أمر محكمة حيفا بالإغلاق المؤقت لخزان يحتوي 12 الف طن من الأمونيا في المدينة، بعد صدور تقرير يشير إلى أنه في أي انفجار سيقتل عشرات الآلاف في المنطقة، وانخراط حزب الله في حملة جمع للتبرعات على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان «المال للجهاد أمر لا بد منه»، مرفقا اياها بفيلم فيديو يضم مقاتلين ورجال دين يسألون الناس التبرع للمقاومة، وصولا الى توجيه الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى إسرائيل باستعداد الحزب لدفع الثمن في أي صراع».