اللبنانيون يضعون اليد على القلب من تزايد تغلغل إسرائيل في القارة السمراء
تقرير للقناة الـ13 العبرية يتحدث عن تدريبات للجيش الإسرائيلي في 12 دولة افريقية
يضع اللبنانيون المنتشرون على امتداد القارة السمراء يدهم على قلبهم مما يسمونه غزو الموساد الإسرائيلي للعديد من البلدان الافريقية بحجة التعاون العسكري والتدريب.
وينطلق الخوف الذي يساور هؤلاء من المحاولات الحثيثة التي تقوم بها إسرائيل منذ عدّة سنوات للتضييق عليهم وتهديد مصالحهم تحت عنوان ان غالبية اللبنانيين الموجودين في أفريقيا هم من بيئة «حزب الله» ويقدمون الدعم المالي لهذا الحزب وهو ما لم تستطع إثباته أو إقناع غالبية المسؤولين في أكثر من بلد افريقي بهذه الاخبار الملفقة، خصوصاً وان العلاقات الجيدة التي تربط عددا كبيرا من رجال الأعمال اللبنانيين بكبار المسؤولين في الكثير من الدول الافريقية، ما تزال تقف حائلاً دون تحقيق تل أبيب هدفها الرامي إلى التضييق على اللبنانيين وضرب مصالحهم الحيوية في افريقيا. هذا التغلغل الإسرائيلي في القارة السمراء من أبرز اسبابه المنافسة اللبنانية لإسرائيل على أكثر من مستوى، حيث تعتبر تل أبيب ان المنافس اللبناني لها شرس في الاقتصاد خصوصاً في وسط افريقيا لا سيما في قطاعات الالماس والبترول والمأكولات والصناعات الثقيلة والخفيفة، إضافة إلى الزراعة والأدوية الزراعية.
ويعرب اللبنانيون الموجودون في غالبية هذه الدول عن قلقهم من الزيارات المتكررة للمسؤولين الإسرائيليين إلى أكثر من بلد افريقي تحت عناوين اقتصادية ودبلوماسية، فبهدف اجتذاب التعاطف والتأييد الافريقي فإن إسرائيل دشنت منذ بضع سنوات سياسة إيصال عدد من اليهود الاثيوبيين (الفلاشا) الذين بدأوا بالهجرة إليها عام 1984 في سلكها الدبلوماسي، حيث دربت عددا لا بأس به منهم وألحقتهم بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وأوفدت عددا منهم إلى القارة الافريقية، ومن هؤلاء مديرة الدائرة الافريقية في الخارجية الإسرائيلية بلانيش أفاديا التي تمّ تعيينها مؤخراً سفيرة لبلادها لدى أديس أبابا.
وللدلالة على المحاولات الإسرائيلية الحثيثة للتضييق على اللبنانيين في أفريقيا، فإن البعض من المغتربين ابلغ «اللواء» أنه بدأ يلاحظ في الآونة الأخيرة في بعض البلدان الافريقية التأخير في تجديد اقاماتهم، حتى ان تحويل الأموال يشعرون أن هناك من يراقب حركته، حيث تخضع أي عملية تحويل أموال إلى لبنان للتأخير حيث أن بعض العمليات البسيطة يتأخر وصولها إلى بيروت أكثر من شهرين، وهذا الأمر من المضايقات المدروسة التي يتعرّض لها اللبنانيون في هذه الدول.
ويأسف هؤلاء كيف ان الدولة اللبنانية لا تتعاطى مع الخطر الإسرائيلي في افريقيا على المصالح اللبنانية بالجدية المطلوبة من خلال التواصل الدائم مع اللبنانيين والوقوف على احوالهم، أو من خلال مواجهة الدعاية الإسرائيلية الآخذة بالتوسع ضد اللبنانيين.
وفي هذا السياق، كشف تقرير بثته منذ أسبوعين القناة الـ13 العبرية تحت عنوان: «ماذا يفعل كوماندوز الجيش الإسرائيلي في 12 دولة أفريقية»؟
يقول التقرير ان قوات كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بتدريب قوات محلية في أكثر من 12 بلداً افريقياً، كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع لتعزيز العلاقات الدبلوماسية في القارة السمراء.
وبحسب التقرير الذي عرض مقاطع لضباط اسرائيليين يقومون بتدريب جنود على فن القتال وعلى عمليات إنقاذ رهائن وقتال في مناطق حضرية، فإن ذلك يُؤكّد زيادة كبيرة في التعاون العسكري مع الدول الافريقية.
وأشار التقرير إلى ان ذلك التعاون هو نتيجة مباشرة لجهود رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لتحسين العلاقات مع البلدان الافريقية، وإنشاء علاقات مع عدد آخر منها، وهو ما يعتبر محوراً لسياسته الخارجية.
وأوضح التقرير ان من بين الدول التي تتعاون مع إسرائيل: أثيوبيا، رواندا، كينيا، تنزانيا، مالاوي، زامبيا، جنوب افريقيا، انغولا، نيجيريا، الكاميرون، توغو، ساحل العاج وغانا.
ولفتت إلى ان فائدة إسرائيل من هذا التعاون تأتي من حقيقة ان الكثير من البلدان التي يتم تدريبها تشارك في مهام حفظ السلام على الحدود الإسرائيلية في سوريا ولبنان.