كل ما يرد إلى الجيش السوري من سلاح روسي، يصل في نهاية المطاف إلى حزب الله، فيما يتجاهل الروس ما يحصل. هذه هي خلاصة التقديرات الأخيرة في تل أبيب، التي عبّرت عنها أمس مصادر عسكرية رفيعة المستوى، حذّرت من أن حزب الله «قد لا يكتفي باستهداف إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية كتهديد قائم ومحتمل، بل أيضاً انطلاقاً من الأراضي السورية».
التحذير الإسرائيلي صدر أمس عن ضابط رفيع المستوى في البحرية الإسرائيلية، كشف عن جزء من التقديرات والمعلومات الاستخبارية التي تلاحق تعاظم القدرة العسكرية لدى حزب الله، انطلاقاً من (وعَبْر) الأراضي السورية. وأشار الضابط في حديث لصحيفة معاريف، إلى أن صواريخ ياخونت الروسية (بر ــ بحر) الأكثر تطوراً، انتقلت بالفعل إلى حزب الله، وفرضية العمل لدى الجيش الإسرائيلي هي أن بإمكان الحزب استخدامها أيضاً من الأراضي السورية.
وشدد الضابط على أن إسرائيل تواجه مروحة واسعة من التهديدات ضد ساحتها البحرية، سواء من حزب الله وسوريا في الشمال، أو من قبل داعش وحركة حماس في الجنوب. وبحسب الصحيفة، كانت إسرائيل في الماضي تخشى من هذه الصواريخ الموجودة في حوزة الجيش السوري، وباتت الآن تخشاها أكثر بعد أن انتقلت إلى حزب الله، الذي يدرك جيداً أن ضرب الجبهة البحرية الإسرائيلية يُعدّ إنجازاً كبيراً من ناحيته.
ترتيب التهديدات بنظر يدلين: حزب الله ثم إيران فحماس ثم داعش
وفي تفصيل التهديد، أشار الضابط إلى أن حزب الله يملك ترسانة صاروخية مع مروحة واسعة من المديات، «وهو قادر على تهديد أي سفينة تخرج (وتدخل) من (وإلى) الموانئ الإسرائيلية. وفي الجيش الإسرائيلي يتعاملون بجدية مع هذا النوع من التهديدات، بدءاً من إطلاق صواريخ نحو منشأة استراتيجية في عرض البحر، مروراً بالتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، وصولاً إلى التسلل للموانئ من تحت الماء، بهدف السيطرة على قطعة بحرية تابعة لإسرائيل». القناة الثانية العبرية أشارت إلى أن الوضع قائم على النحو الآتي: «كل ما يرد إلى الجيش السوري من سلاح روسي، يتسرب بشكل عام إلى ترسانة حزب الله من الوسائل القتالية، إلا أن الأكثر إقلاقاً هو أن الروس يدركون ويعلمون ما يجري، لكنهم يشيحون بوجههم ويتجاهلون ذلك».
في السياق، أكد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الرئيس الحالي لمركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، اللواء عاموس يدلين، ضرورة فهم تراتبية قائمة التهديدات التي تواجهها إسرائيل من قبل إعدائها، واضعاً في مقابلة أمس مع صحيفة يديعوت أحرونوت، حزب الله في مقدمة سلم التهديدات، يليه في المرتبة الثانية إيران، ومن ثم حركة حماس، وأخيراً تنظيم الدولة الإسلامية ــ داعش، في المرتبة الأخيرة. وبحسب يدلين، لا يقاس التهديد فقط من جهة حجمه، بل أيضاً من ناحية «قدرة العدو على إعادة ترميم قدراته في حال استهدافه، وهذا ما يتحقق في حالة حزب الله الذي يحظى بدعم دولة إقليمية عظمى، هي إيران، فيما يفتقر داعش إلى دعم مماثل».