IMLebanon

تل أبيب: الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله… حتى الآن

بدت تل أبيب، في الأيام الأخيرة، وكأنها في سباق مع نفسها. من جهة تريد أن تفهم الإسرائيليين أن الحرب ضد حزب الله لن تكون شبيهة بحروبها الماضية، بل أكثر فتكاً ودماراً ولا تقاس بحرب 2006، وفي الوقت نفسه تؤكد، في رسائل طمأنة، أن جيشها جاهز لمواجهة حرب واسعة، لا يريدها.

شعبة التخطيط وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، واستعداداً لمناورة الجبهة الداخلية السنوية (نقطة تحول)، أصدرتا أخيراً “الكراس المحدث” للحرب المقبلة الذي وزّع على المؤسسات العامة والبلديات. ويعرض الكراس توقعات مجريات الحرب، ومن بينها توقع تساقط 1500 صاروخ يومياً على الأراضي الإسرائيلية، والمئات من القتلى والآلاف من الجرحى، مع دمار هائل جراء قصف المدن والمستوطنات والقواعد العسكرية والبنى التحتية، الأمر الذي تعجز معه فرق الإنقاذ عن تنفيذ مهماتها بالكامل.

وسبّب “الكراس المحدث” حالةً من القلق بين الإسرائيليين، وتحديداً سكان الشمال والمستوطنات القريبة من الحدود، خصوصاً ما جاء فيه عن إمكان تسلل قوات النخبة في حزب الله لاحتلال إحدى المستوطنات. كذلك رفع سكان مدينة حيفا ومحيطها الصوت، خوفاً من إصابة صواريخ حزب الله مستودعات وحاويات مادة “الأمونيا” ومنشأة “الهيدروجين” ومستوعبات “الاثيلين” في خليج حيفا، ما قد يؤدي إلى ما “يشبه انفجار قنبلة نووية”، بحسب تعبير السكان، لا يبقي على أحد في شعاع عشرات الكيلومترات.

وفي إطار الطمأنة المقابلة لإثارة القلق، استعرض عدد من ضباط الجيش الإسرائيلي أمس الاستعدادات “غير المسبوقة” للحرب. وقال قائد لواء غولاني، غسان عليان، إن التدريبات الأخيرة التي نفذها اللواء جاءت “تمهيداً لمواجهة العدو الشمالي (حزب الله)، وقد بذلنا جهدنا لنتدرب على مواجهة العدو ومعرفة كيف يعمل والتعرف إلى مناطقه وانتشاره واستعداداته. ونحن مستعدون لأي سيناريو”. فيما أكد قائد اللواء السابع مدرعات، نداف لوتن، أن الجيش يستعد لحرب شمالية مع عدو متطور، و”ساحة لبنان هي الأكثر تعقيداً، لكنها البوصلة الفعالة التي نتطلع إليها”.

وكرر وزير الأمن، موشيه يعلون، مجدداً أمس، أن إسرائيل ستواجه مستقبلاً إطلاقاً واسعاً للصواريخ في المواجهة المقبلة، لافتاً إلى أن الشمال “يشكل تحدياً كبيراً لجهة تلقي العدد الأكبر من هذه الصواريخ، الأمر الذي يوجب علينا الاستعداد جيداً”. وأضاف أن المكوّن الحاسم في الحرب المقبلة سيكون العمليات الهجومية التي ستدفع إلى وقف إطلاق النار، في إشارة طمأنة منه إلى أن تل أبيب ستسعى كل جهدها لتقصير أمد الحرب.

وفي الإطار نفسه، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير ايشل، في كلمة في الكلية العسكرية في تل أبيب، أمس، إن “سلاح الجو، من وجهة نظري، بات اليوم في موقع آخر وبحالة ممتازة جداً. والعدو أيضاً تغير بصورة جوهرية، لكن إذا تغاضينا عن الأسلحة غير التقليدية (إيران)، فلا أعتقد أننا في وضع تهديد وجودي”. مع ذلك، أكد إيشل “الحقيقة التي يجب أن يدركها الإسرائيليون جيداً”، أن مدى صواريخ أرض – جو بيد الأعداء، التي تهدد طائرات سلاح الجو، قد تراكم بكثرة، و”أنا مقتنع بأن قواعد سلاح الجو هي الهدف رقم واحد لحزب الله، في اللحظة التي ستندلع فيها المواجهة المقبلة”.

وفي أعقاب كلمة ايشل، تحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غابي أشكنازي، ليؤكد للإسرائيليين أن حزب الله غير قادر على احتلال الجليل “رغم كل الاحترام لقوة حزب الله، إذ إن قوة الحزب العسكرية لا تعادَل حتى الآن بقوة الجيش الإسرائيلي”. وأضاف أن “أعداءنا الحاليين ليسوا بقوة الجيش السوري والجيش المصري اللذين حاربانا في الماضي”.

وفي عودة إلى تقديرات الحرب المقبلة، أشار ضابط رفيع لصحيفة “معاريف”، إلى أن في إمكان صواريخ حزب الله أن تصل إلى كل نقطة في إسرائيل، بدءاً من مستوطنة “دان” في أقصى الشمال، حتى مدينة إيلات في أقصى الجنوب. وأضاف أن “هذا التقدير ليس بسر، وليس مخفياً، والمنطقة الشمالية هي الأكثر خطورة. وإذا سألتموني إن كانت الجبهة المدنية هي جبهة فرعية في الحرب المقبلة، أؤكد لكم أنها ستكون الجبهة الأساسية في هذه الحرب”. ولفت إلى أن الجهد الأساسي للجبهة الداخلية في الحرب مع حزب الله سيتركز على تأمين الخدمات وعمليات الإنقاذ وتقليص الأضرار الاقتصادية، مع العمل على تقصير أمد القتال وإنهاء الحرب سريعاً.