«وصلت الرسالة». هذه هي خلاصة المواقف والتعليقات الاسرائيلية، في اعقاب تهديد الأمين العام لحزب الله باستهداف المنشآت النووية الاسرائيلية، وتوابعها. هي رسالة تعزيز للتهديد السابق باستهداف حاويات الامونيا في خليج حيفا، التي هدفت ايضاً الى تحقيق النتيجة نفسها: ردع العدو عن استهداف لبنان، كياناً وشعباً ومؤسسات.
مسؤولو إسرائيل ومعلقوها شُغلوا امس بتهدئة المستوطنين، وإفهامهم بأن التهديدات لا تعني وجود نية لدى حزب الله للمبادرة الى حرب، بل تأتي في سياق التهديد بالرد في حال اعتداء اسرائيل على الأراضي اللبنانية. وهي اعتداءات أقرّ المعلقون الإسرائيليون بأنها، بعد تهديدات نصر الله، ستكون «ضرباً من الجنون».
وزير الاستيعاب الاسرائيلي، زئيف ألكين، أكد ضرورة التعامل بجدية تامة مع التهديدات، لكن من دون اظهار القلق، لافتاً الى ان «حزب الله عدو لا ينبغي الاستهانة به، وهو عدو صعب وفي حوزته ترسانة ضخمة من الصواريخ على حدودنا الشمالية». وقال: «على الإسرائيليين ان يصغوا جيداً الى ما ورد على لسان نصر الله من انه لا يتوقع حرباً قريبة بين اسرائيل وحزب الله. كذلك على الاسرائيليين ان يدركوا ايضاً أن الجيش الاسرائيلي اقوى من حزب الله، رغم انه لا يمكن اغفال حقيقة قدرات الحزب العسكرية».
وفيما اكتفى وزير البيئة الاسرائيلي، آفي غباي، بالاشارة الى ان الحكومة الاسرائيلية اعلنت التزاماً واضحاً بنقل حاويات الامونيا من خليج حيفا في غضون ثلاث سنوات، دعا وزير الامن الاسرائيلي السابق عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني»، عمير بيرتس، الى عدم الوقوع في الهلع، ذلك ان حزب الله مردوع، لأنه «في السابق كان يهدد في الزمن الحقيقي للتهديد كما فعل لحظة اصابة البارجة الحربية عام 2006. اما الآن فهو يهدد ازاء افعال تتعلق بالمستقبل». وأضاف: «شخصية نصر الله يجري تحليلها بشكل معمق جداً، ومن كل النواحي، لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية. علينا ان نأخذ كل ذلك في الاعتبار، ومتابعة التطورات وتزويد حزب الله بالتكنولوجيا والمنظومات (الصاروخية) الايرانية، لكن من دون قلق ومن دون هلع».
القناة العاشرة العبرية أشارت في تقرير لها الى أن رسالة نصر الله الردعية مخصصة لمنع اسرائيل من التحرك ضد حزبه. واعتبرت أن هناك قائمة من الاسباب التي تدفع الى اطلاق هذه التهديدات، بهذا الشكل غير المسبوق، اذ ان «السعودية والجامعة العربية وسمتا حزب الله بالإرهاب، الأمر الذي لم نكن نتخيل انه قد يحدث، ونتيجة لذلك، قد يرى البعض ان الوقت بات ملائماً كي تندفع اسرائيل للقيام بعمل ما. وهذه التهديدات تخدم دفع اسرائيل إلى الامتناع عن ذلك».
ولفت مراسل القناة للشؤون العسكرية، اور هيلر، الى انه في الاسابيع الاخيرة سرت شائعات في لبنان بشأن تخطيط اسرائيلي لعمل ما ضد حزب الله، ما يمكن وصفه بالعمل الوقائي «لكن ما أسمعه من المؤسسة الامنية، انه إذا طرحت افكار كهذه على طاولة البحث، فإنها ترفع فوراً لانها تُعَدّ عملاً جنونياً، خاصة في ظل تهديدات نصر الله وحديثه عن تركيز قدراته النارية على المفاعلات النووية، وايضاً على حاويات الامونيا في خليج حيفا».
القناة الثانية العبرية اشارت إلى أن التجربة تؤكد أن على اسرائيل ان لا تدير اذناً صماء لما يرد من تهديدات على لسان نصر الله، لأن التجربة الماضية معه دلت على انه كان يعمل على تنفيذ ما كان يهدد به، «لقد شككنا في ان صواريخه ستصل الى حيفا، لكنها وصلت، وعاد وهدد بحيفا وما بعد بعد حيفا، ووصلت الصواريخ». مع ذلك، لفتت القناة الى ضرورة ان يفهم الاسرائيليون أن التهديدات الحالية لا ترتبط بعمل ابتدائي من قبل حزب الله، بل في سياق الرد في حال مهاجمة اسرائيل لبنان.