Site icon IMLebanon

بالله عليكم قولوا الحقيقة ولو لمرّة واحدة!

 

 

لفتني كلام سماحة السيّد حسن نصرالله في الذكرى الأربعين لقيام النظام الايراني الحالي، خصوصاً ما يتعلق منه بالشأن اللبناني لجهة تزويد الجيش اللبناني ببطاريات الصواريخ المضادّة للطائرات، تعزيزاً للدفاع اللبناني الجوّي.

 

هذا كلام جميل في المبدأ، ولكنه يساوي صفراً على أرض الواقع، ويمكن إبداء الملاحظات الآتية في شأنه:

 

أوّلاً- إنّ أمين عام «حزب الله» يملك من الصواريخ كميات هائلة كما يُقال ويتردّد على نطاق واسع، وأنه يمتلك منظومة صواريخ الدفاع الجوي، وهو أوحى بذلك أمس ولكنه لم يجزم به إلتزاماً بما يسمّونه، في الحزب، «الغموض البنّاء»، فلماذا لا «يستقرب» ويضع هذه المنظومة في تصرّف الجيش اللبناني خصوصاً أنّه قادر على الحصول على بديلها من إيران من دون صعوبات، أو هذا ما هو معروف عن العلاقة بين «الحزب» ومرجعيته الايرانية.

 

ثانياً- منذ العام 2011 (سنة إنطلاقة الثورة ضدّ النظام السوري) وحتى اليوم، لم تتوقف الإعتداءات الاسرائيلية على سوريا وعلى إيران و»حزب الله» في سوريا، فلماذا لم يستخدم الحزب والقوات الايرانية المنظومة الدفاعية الجوّية ضدّ هذه الإعتداءات التي ينفذها الطيران الاسرائيلي على نطاق شبه يومي؟!.

 

ثالثاً- إنّ إسرائيل تعمّدت ضرب المواقع الصاروخية الايرانية مرات عديدة، وكذلك قصفت مقار تخزين الصواريخ وسائر الاسلحة العائدة لـ»حزب الله» في سوريا… واللائحة تطول ولا مجال لتعداد الغارات، والمواقع التي استهدفت والقياديين في «حزب الله» الذين قتلوا في سوريا، والجنرالات في الجيش الايراني وكذلك في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الايراني بقيادة قاسم سليماني الخ…

 

ومع ذلك لم تتحرّك منظومة الدفاع الجوّي الصاروخية للرد… وطبعاً التبرير (الذي لا يبرّر شيئاً) معروف وجاهز سلفاً: «نحن نختار مكان وزمان الرد ولن نسمح للعدو أن يستدرجنا»(…).

 

يحدث هذا بالرغم من غارات استهدفت منظومة الدفاع الجوّي ذاتها… وعلى سبيل المثال لا الحصر الغارة على دمّر في 26 كانون الأول الماضي وقد كانت من الضخامة أنّ المراقبين والسوريين ظنّوا أنهم تحت وطأة زلزال مدمّر… وذكر موقع نيوزويك، يومذاك، أنّ الغارة نفذت بعد دقائق من صعود مسؤولين من «حزب الله» الى طائرة إيرانية في دمشق كانت متوجهة الى إيران وأنّ الضربة أصابتهم وكانت عملية اغتيال استهدفتهم.

 

وبدوره، كشف مصدر عسكري في البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) أنّ تلك الغارة «أودت بحياة قادة كبار لحزب الله كانوا يستعدون للسفر الى طهران»، وأنّ تلك الغارة استهدفت كذلك «أسلحة إيرانية متطوّرة وموجّهة»(…) «وهي أفضل ما يمتلكه الجيش الايراني وحزب الله من سلاح».

 

ونكتفي بواحد من عشرات الأمثلة لنقول إنّ إسرائيل تصول وتجول وتستهدف القيادات الايرانية وقيادات «حزب الله»… والطرفان المعنيان يكتفيان بالتوعّد بالرد عندما يقررانه هما لا عندما يستدرجهما إليه العدو؟!. وهذه ذريعة سبقهما إليها النظام السوري طويلاً، ولكنها لم تعد تجدي على الاطلاق!

 

فالايراني الذي تعهّد سماحة السيّد حسن نصرالله نيابة عنه بأنّه مستعد لتزويد لبنان بمنظومات الدفاع الجوي (الصواريخ المضادة للطائرات) لماذا هو مهتم بالدفاع عن لبنان ولا يدافع عن نفسه وعن ربيبه «حزب الله»؟!.

 

ما هذه الحمية تجاه لبنان؟

 

ولماذا لا يمتلكها صاحب الشأن (الايراني) تجاه نفسه؟!.

 

فلماذا لا يدافع الايراني عن السوري وهو «ضيفه» وحاميه، و»محتل» أجزاءً من أراضيه؟

 

ثم انّ قادة «حزب الله» (ناهيك بالعناصر والضباط العاديين من غير القادة الكبار أمثال مغنية وإبنه ومحمد سليمان الذي اغتالته إسرائيل في بيته في طرطوس في عملية نوعية عندما أتوا بحراً وأطفأوا الأضواء وقتلوه وهو جالس بين والدته وزوجته(…) نقول أليْس هؤلاء القادة وهؤلاء الجنود حلفاء لإيران؟

 

والقادة والضباط والرتباء والجنود الايرانيون الذين تقتلهم إسرائيل في سوريا أليْسوا من إيران؟

 

وجنرالات وعناصر «فيلق القدس» أليْسوا إيرانيين؟!.

 

فلماذا لم تردع إيران الطيران الاسرائيلي ولو بصاروخ واحد من منظومة الدفاع الجوّي المزعومة؟

 

ومن ثم انّ لبنان مصنّف من قِبَل الخامنئي وأركان نظامه بين الدول الأربع التي تخضع للنفوذ الإيراني (لبنان وسوريا والعراق واليمن) فهل تنقصه منظومة الدفاع المزعومة لتثبيت هذه التبعية؟!.

 

روحوا تسلّوا بشي تاني!