IMLebanon

«الحرارة تحت الصفر» بين بكركي والقيادات المارونيّة

اذا صحت التكهنات وما تردد في جنازة الفنانة الراحلة صباح بأن البطريرك مار نصرالله بطرس الراعي خرق البروتوكول المعتمد في نهاية الجنازة ولم يقدم التعازي في الصفوف الامامية التي وقف نواب وممثلين عن الرؤساء الثلاثة فإن ما يمكن فهمه على حدّ قول مصادر مسيحية، من هذا الاجراء او التصرف البطريركي يدل على ان الراعي لا يرغب بمصافحة احد من السياسيين وبأنه عاتب على الجميع و«محبط» من تصرفات واداء السياسيين ومما آلت اليه الاحوال في الجمهورية التي شعرت كرسيها الاولى ومُدّد لمجلسها النيابي لولاية ثانية في خرق آخر للدستور. فما يشعر به سيد الصرح تضيف المصادر، لم يعد خافياً على أحد، ولا يمكن ان يكون الا ردة فعل عفوية من قبل صاحب الغبطة الذي يشعر بانه طُعن في الصميم من القادة المسيحيين بالدرجة الاولى ومن غير القيادات المسيحية ايضاً.

وليس سراً ان علاقة بكركي تبدلت مع الجميع ومع كل العاملين في الشأن العام بحسب المصادر، بكل من هم على علاقة بالاستحقاق الرئاسي والمصير الذي آلت اليه اوضاع الرئاسة الأولى، فالعلاقة مع عين التينة لم تعد تشبه نفسها منذ ان سار رئىس المجلس النيابي في التمديد المجلسي للولاية الثانية، ومع تيار المستقبل على خلفية التمديد نفسه في حين يبدو ان حزب الله بات خارج الصورة او المشهد ذاته الذي رافق وصول الراعي الى الصرح وانفتاحه على الحزب وعلى الجمهورية الايرانية، في حين ان التيار الوطني الحر وان سار في المعركة ضد التمديد للمجلس النيابي إلا انه لم يسلم من رشقات وسهام الصرح واتهامه بتعطيل الانتخاب الرئاسي في حين ان معراب لم تستقم علاقتها يوما منذ وصول الراعي الى بكركي، في حين ان الكتائب على معادلة «هبّة باردة.. وهبّة ساخنة».

الواضح جداً ان الراعي كما تقول المصادر المسيحية «لم يعد يثق بالموارنة والقيادات السياسية من الصف الاول، بالنسبة الى بكركي لا يمكن فهم اسباب استمرار الاقطاب الاربعة في مناكفة بعضهم وسعيهم الدؤوب الى الرئاسة رغم معرفة هؤلاء ان الاستحقاق الرئاسي يقرره الآخرون وان العامل الاقليمي يلعب الدور الاساسي في بلورته. فسيد بكركي كان السباق في محاولة قطع الطريق على خلافاتهم وجمعهم تحت عباءته من اجل عدم تضييع وتفويت القطار الرئاسي ولكن احداً لم يأخذ بمشورته ومضى الكل في معركته وهو يعتقد انه الأوفر حظاً للرئاسة والوصول الى قصر بعبدا.

ويبدو اليوم كما تقول المصادر بأن هواجس بكركي باتت اكبر من هاجس الفراغ في الرئاسة الاولى وتفريط القيادات المسيحية بها. صحيح ان الشغور الرئاسي يضع المسيحيين امام الخطر الوجودي والمصيري الذي يتهددهم في المنطقة في زمن سيطرة الدولة الاسلامية في بعض المناطق في دول المنطقة الا ان الصرح يبدو عاجزاً امام استحقاقات وملفات اخرى تتعلق بالوضع المسيحي فبالنسبة الى بكركي ثمة فراغ رئاسي فاقع انعكس شللاً مسيحياً على مستوى الدولة وفراغ مسيحي في الادارات والمؤسسات الرسمية في حين ان اداء الوزراء المسيحيين في حكومة تمام سلام لا يصل الى المستوى الذي كانت تطمح اليه بكركي، والأخطر من ذلك وما يزعج الصرح كما تضيف المصادر المسيحية مجموعة الهواجس التي يرددها من يلتقون سيد بكركي حيال الحوار الذي سينطلق قريباً بين حزب الله وتيار المستقبل، والسؤال عن دور المسيحيين فيه وهل سيسلك درب التحالف الرباعي وماذا عن دوره وتأثيره على ملف الانتخابات الرئاسية، ثم على حساب من سيأتي هذه الحوار من المرشحين الرئاسيين الذين تريدهم بكركي، والواضح في حسابات الصرح ان لا احد يلحظ الشريك المسيحي في هذا الحوار!!!