IMLebanon

لمسة حنان  في متفجرة الحمرا !

مسمار يطرد مسماراً كما يقول المثل الفرنسي، وأزمة تطرد أزمة كما يقول المثل اللبناني المستجد! غير أن الأزمات نفسها لا تتبخر في الهواء، ولا تختفي بفعل ساحر، وانما تتساقط تباعاً في السلة نفسها، وتتراكم فيها وتتخمّر هناك، وكأنها في مكب من مكبات سوكلين! والأزمة الأخيرة الطارئة، المتمثلة ب المتفجرة المصرفية في منطقة الحمرا، كانت هي الأكثر دوياً والأعظم عصفاً سياسياً، وذلك لأنها كانت تحديداً من خارج سياق ما سبق من تفجيرات دموية! واللافت في هذا التفجير الجديد هو لمسة الحنان التي رافقتها بحيث جرى توقيتها على ساعة خلو الشارع من المارة تجنباً لسقوط ضحايا، وذلك على نقيض الاسلوب الداعشي الذي يتبع التفجير الأول بتفجير ثانٍ بعد دقائق لسفك أكبر قدر من الدماء والضحايا!

***

لمسة الحنان هذه هي مؤشر في حد ذاته، واقترنت كذلك بمؤشر آخر هو وزن المتفجرة الذي قصد منه احداث قدر محدود من الأضرار المادية من زجاج وأثاث وغير ذلك، وليس متفجرة كبيرة وشديدة الايذاء، وقد تهدم جانباً من المبنى أو تزعزع أساساته! وكأن القصد الأول والأخير هو لفت الانتباه الداخلي والدولي الى وجود مشكلة وأزمة استثنائية، لا يجوز تجاوزها هذه المرة والمرور بها مروراً عابراً، جرياً على عادة الحكم في لبنان، وكأن لسان حاله يقول: تعيش وتاكل غيرها! واذا صح هذا التوصيف ولم يكن نوعاً من الخيال الساذج، فإن متفجرة منطقة الحمرا ستكون هي الأولى والأخيرة، وليست رقماً في سلسلة، أو دفعة على الحساب، كما بدا للوهلة الأولى!

***

مع ذلك ينبغي عدم الاستهانة بما حدث، والمسارعة الى تطويق آثاره بالأفعال وليس بالأقوال فقط، وعلى المستوى الوطني العام. وهذه المتفجرة لها وجه آخر، وتأتي بمثابة فتح حساب في المصرف! ولا يخفى المغزى من فتح أي حساب مصرفي، اذ يكون القصد مراكمة الرصيد وتضخمه!