عادت الأمور على الساحة الدرزية إلى نقطة الصفر على الصعيد السياسي، كما على الصعيد الإنتخابي، وذلك ربطاً بسلسلة عناوين واستحقاقات محلية وإقليمية دفعت بالقيادات الدرزية إلى التصعيد، مما أبرز تبايناً واضحاً في الإتجاهات، خصوصاً بعد التغريدة العنيفة لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بعد مقتل العميد السوري عصام زهر الدين في دير الزور، وهو الذي كان على عداء مستحكم معه. وكشفت معلومات مطّلعة، أن توتّراً ملحوظاً يسجّل منذ أسابيع على خط خلدة ـ المختارة، حيث عادت العلاقات إلى سابق عهدها من التباينات. ولفتت إلى أن اللقاء الأخير الذي حصل بين الوزير إرسلان ونجل النائب جنبلاط تيمور، كان غير موفّق، خصوصاً وأنه تناول الإنتخابات النيابية في دائرة عاليه ـ الشوف، إذ أنها المرة الأولى التي يبحث فيها الطرفان الجنبلاطي والإرسلاني هذا الإستحقاق.
وقالت المعلومات المطلعة، أن إرسلان يريد سلّة متكاملة في الإنتخابات النيابية المقبلة، اذ يريد ترشيح ارثوذكسي في عاليه هومروان ابو فاضل وشقيق زوجته الوزير السابق مروان خير الدين في بيروت وذلك بعد توطيد العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري. لكن المشهد تغير بعد «لقاء كليمنصو» كما تضيف المعلومات، لان قرار التحالف الانتخابي بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط قد حسم، وبالتالي فان المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا وثيقا بين كادرات «المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في البقاع الغربي واقليم الخروب، مما سينعكس على خارطة التحالفات في عاليه ـ الشوف، وبذلك فان التعاون الانتخابي الارسلاني مع اي مكون في 14اذار غير مطروح ومستبعد اليوم وحتى في بيروت، وذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن ائتلاف ارسلاني مع التيار الوطني الحر والحزب القومي الاجتماعي في دائرة الشوف ـ عاليه في موازاة التنسيق المستمر مع حزب الله.
من هنا فقد بات من الواضح ان الانقسام عاد بقوة الى الساحة الدرزية بدلالة الحملات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الاطراف المتخاصمة على خلفية الوضع في سوريا، وخصوصا بعدما أقدم البعض على رفع صور العميد زهر الدين في بعض المناطق، وهو ما رأت فيه مصادر نيابية في «اللقاء الديموقراطي» مؤشرا على افتراق مهما بلغ حجم التوافق على ضرورة الوحدة في الجبل وفي الطائفة. لكن هذا الواقع المتوتر سيتفاقم مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي من جهة ومع تطور الوضع الامني في سوريا من جهة اخرى، وبالتالي فان ترددات التباين في المقاربة للملف السوري قد عادت بقوة الى المشهد الدرزي الداخلي مما يستلزم اعادة التواصل والعمل على تحييد الطائفة والجبل عن الصراعات الاقليمية.
وتوقعت المصادر ان تكون للعوامل الاقليمية تأثيرها على المنافسة الانتخابية وذلك على الرغم من انه من المبكر الحديث منذ الان عن شكل التحالفات الانتخابية، وتخوفت من ان تكون الساحة على موعد مع معركة قاسية وربما «كسر عظم» في الجبل في ايار 2018.