IMLebanon

توتّر في العلاقة بين جنبلاط وإرسلان بعد أحداث جبل العرب ..!!

عادت الخلافات السياسية بين المكوّنات الدرزية إلى الظهور مجدّداً على خلفية الحرب الدائرة في سوريا، وذلك بسبب ما جرى أخيراً في جبل الشيخ، حيث قُتل العشرات من الدروز في المواجهة بين جبهة «النصرة» والمعارضة السورية، الأمر الذي خلق جدلاً وخلافات، لا سيما بين رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب «الديمقراطي النائب طلال إرسلان، الأمر الذي ترك نفوراً بين قواعد الطرفين على الرغم من جولات النائب جنبلاط الأخيرة، والتي كان دعا فيها إلى تحصين الساحة الدرزية الداخلية، كما الوطنية. واللافت في هذا المجال تقول مصادر درزية، أن الخلاف بين جنبلاط وإرسلان لن يقتصر فقط على النظرة إلى الوضع السوري، بل تخطّاه إلى شؤون عدّة ارتدت طابعاً خلافياً في المرحلة الأخيرة، وبرزت خلال احتفال أقامه الحزب «الديمقراطي» في منطقة سن الفيل منذ أسابيع قليلة، وشارك فيه نواب من «اللقاء الديمقراطي» ومن بينهم النائب الإشتراكي غازي العريضي. وقالت المصادر أن شرارة الخلاف انطلقت مع حديث إرسلان عن أن المقعد النيابي في منطقة عاليه ليس منّة من أحد، وبالتالي اعتباره أن زعامته هي أكبر من هذا المقعد النيابي، وكشفت أن الإشتراكيين رأوا في هذا الموقف استفزازاً واضحا، خصوصاً وأن زعيم المختارة اعتاد أن يترك هذا المقعد شاغراً لإرسلان، وهو ما كان يرفضه أنصاره لدى كل استحقاق إنتخابي.

وأضافت المصادر نفسها، أن ما ساهم في تعزيز التباعد هو تراجع اللقاءات وانخفاض حجم التنسيق بين الجنبلاطيين والإرسلانيين في الآونة الأخيرة، والتي تزامنت مع غياب اللقاءات بين النائبين جنبلاط وإرسلان. وتحدّثت المصادر عن استياء واضح لدى جنبلاط من المواقف الإرسلانية الأخيرة، لكنه لم يرغب في الكشف عن ذلك، أو في الإعلان عن أية فروقات في القراءة السياسية للمرحلة كونه لا يريد العودة إلى مراحل التوتّر السابقة عندما كانت تتعكّر العلاقات داخل البيت الدرزي من جهة، ولأنه يدرك بأن النائب إرسلان العائد من زيارة إلى سوريا حيث اجتمع بالرئيس بشّار الأسد يسعى إلى تغيير مواقفه من جنبلاط من جهة أخرى. وتابعت المصادر أن ما يركّز عليه النائب إرسلان حالياً ويعارضه جنبلاط بشكل كامل هو إدخال الدروز في جبل العرب في الصراع الدائر في سوريا، علماً أن رئيس الإشتراكي سعى منذ مدة، وخلال جولاته الأخيرة على القرى الحدودية للعمل على إقناع الدروز بعدم التورّط في أي صراعات أمنية مع جيرانهم من الطائفة السنّية في جبل العرب، وبالتالي الحفاظ على علاقة الدروز التاريخية بدول الخليج، خاصة وأن آلافاً من المواطنين الدروز يعملون في هذه الدول ويتأثّرون سلباً في حال انخرطوا في الإشتباك الحاصل في العرقوب وحاصبيا.

وانطلاقاً من هذا الواقع، شدّدت المصادر الدرزية عينها، على أن التوجّه الجنبلاطي في هذه المرحلة يركّز على ضرورة الحذر والوعي والتنبّه في الأوساط الدرزية لعدم انزلاق أي فئة من الطائفة إلى المخطّط الذي وضعه النظام السوري وهو جرّ الدروز إلى مواجهة مع جيرانهم. واللافت في هذا السياق، وبحسب المصادر نفسها، زيارة الوزير السابق وئام وهاب إلى كليمنصو حيث التقى النائب جنبلاط لعرض الوضع الأمني في حاصبيا والعرقوب بشكل مفصّل. وفي هذا المجال يُنقل عن أوساط وهاب أن اللقاء ركّز على الحرص على وحدة الصف الدرزي في سوريا ولبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لسائر القيادات والمكوّنات الدرزية، إضافة إلى التشديد على أهمية التقيّد بحكمة المشايخ في الطائفة الدرزية الذين اعتبروا هذه الوحدة خطاً أحمر، ذلك أن الإرهاب لا يميّز بين مواطن وآخر. وقد تميّز اللقاء بين جنبلاط ووهاب بالإيجابية، وارتدى أهمية بالغة لجهة التوقيت المفصلي كونه تزامن مع الأحداث الأخيرة في جبل الدروز وعدم مبادرة وهاب إلى إصدار أي تعليق على مواقف جنبلاط الأخيرة، والتي اعتبر فيها أن «النصرة» ليست إرهابية، وبالتالي، فإن هذا اللقاء الثنائي يشكّل مؤشّراً إيجابياً على مستوى استمرار العمل بين الطرفين لتوحيد الصف الدرزي والوطني.