وزير الخارجية الأميركي جون كيري يهدد بسلاح ليس للاستخدام: مقاربة أميركية مختلفة من نوع الخطة ب، إن لم يحدث الانتقال السياسي في سوريا بحلول آب المقبل. فلا هو يمسك بهذا السلاح، سواء كان يؤمن بضرورة استخدامه أو يمارس التهويل به كوسيلة ضغط على دمشق في اللعبة الأميركية – الروسية. ولا الرئيس باراك اوباما يمكن ان يفعل عشية الانتخابات الرئاسية وقبيل خروجه من البيت الأبيض ما رفض فعله على مدى سنوات من حرب سوريا، وحتى عندما تجاوز النظام الخط الاحمر الذي رسمه له.
ذلك ان كيري الذي يلعب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وسط شعور كل طرف سوري بأنهما يتلاعبان به، حاول من قبل وضع اسنان للديبلوماسية الأميركية من اجل شيء من التعادل مع الدبلوماسية الروسية بأنيابها القوية. وفي الحوار الذي أجراه جيفري غولدبيرغ مع الرئيس الاميركي ومساعديه ونشره تحت عنوان مبدأ اوباما واقعة معبرة نقلها الرجل عن مسؤول كبير.
اذ طلب كيري من اوباما اطلاق عدد من صواريخ كروز على أهداف للنظام السوري، لئلا يبدو مثل مغفل في العمل مع الروس حيث لا قوة في يده. لكن اوباما قال: كلا، كما رفض كل الخيارات والبدائل التي اقترحها مساعدوه. لا بل ان اوباما، حسب رواية اعضاء في مجلس الامن القومي نشرها فرد كابلان في فورين أفيرز تخوّف من الفشل والتورط في وحول حرب أهلية بمقدار ما تخوّف من النجاح لأن ذلك يجرّ الى المطالبة بتدخل عسكري أميركي برّي في العراق وليبيا.
واذا أخذنا بأحاديث النظام والمعارضة، فان كل طرف يتّهم الطرف الآخر بأنه يستعد قريباً لمعركة فاصلة في حلب. واذا أخذنا بما كشفه لافروف من شروط لشمول حلب بوقف الأعمال العدائية، فان السؤال هو: هل تريد أو تستطيع واشنطن الوفاء بما سمّته موسكو الضمانات التي أعطتها لتنفيذ الشروط؟ ما الذي تفعله الادارة الأميركية لضمان انسحاب القوات المعتدلة من مناطق جبهة النصرة، واعلان الانفصال عن الارهاب، واغلاق الحدود السورية – التركية التي هي قناة دعم الارهابيين؟ وهل التزمت تنفيذ الشروط الروسية ضمن الاتفاق الأخير على هدنة حلب؟
المسار القريب للأحداث حمّال أوجه، ومن الصعب توقع التوصل الى اتفاق على الانتقال السياسي بحلول آب. فاللعبة معقّدة جداً. ولا أحد يبدو مستعداً، لا لوضع كل أوراقه على الطاولة، ولا للصفقات المهمة تحت الطاولة.