ما هذه المصادفة العجيبة – الغريبة في أنّ الانفجار الذي وقع في بعل محسن وأدّى الى سقوط تسعة شهداء و36 مصاباً توافق زمنياً مع الهجوم على مجلّة «شارلي ايبدو» الباريسية الكاريكاتورية الساخرة؟
وبقدر ما أثار الانفجار الانتحاري المزدوج من استنكار في لبنان ففي فرنسا تقوم الدنيا ولا تقعد، علماً أنّ الاسبوعية التي جرى استهدافها بالهجوم كانت قد نشرت رسوماً كاريكاتورية مسيئة الى النبي محمد (ص).
من حيث المبدأ، لا أحد إلاّ ويستنكر هذه الأعمال التي لا صلة لها بالسلام لا من قريب ولا من بعيد، ولو كان المنفذون مسلمين.. فما من دين يقول بالقتل… كما أنّ الأديان جميعاً تنهى عن السرقة والزنا وسائر المعاصي…
ولكن نسأل: ما هو سبب مجزرة بعل محسن؟ نحن، بكل صراحة، وعلى الرغم من الأسباب التي نعرفها لا نزال مصرّين على رأينا… فنقول للمرة المليون إنّ الأسباب الحقيقية لما جرى ويجري عندنا من أحداث وتفجيرات وسيارات مفخخة ذو صلة بالإنخراط العسكري في الأحداث السورية… ولم يكن ما يبرّر أن نتدخل في ما يجري في سوريا…
فهذا المسلسل لن يتوقف، ولسنا في وارد الشماتة بالقرار السياسي الذي أدّى الى تدخل فئة من اللبنانيين في سوريا… ولكنها الحقيقة.
نعود الى جريمة التفجير في فرنسا: إنسانياً نحن متعاطفون مع صحيفة «شارلي ايبدو» ومع الشعب الفرنسي عموماً، ولكن للحرية حدوداً.
هناك مبدأ فلسفي تعلمناه في الجامعة مفاده: أنت حر أن ترمي بحجر، ولكن أنا حر ألاّ يقع الحجر على رأسي! أي أنّ للحرية قيوداً وحدوداً.
الى ذلك، يجب احترام مشاعر الآخرين عموماً ومشاعرهم الدينية تحديداً.
ربما نكرّر نفسنا إذ نردّد أنّ علاج الإرهاب ومواجهته ليس أمنياً، إنما هو سياسي، وللمرة المليون نقول عالجوا:
1- الفقر.
2- الجهل.
3- الظلم.
عندئذٍ توقفون الإرهاب.
وأكبر مثال صارخ على القهر ما يلحق الاسرائيلي من ظلم بالفلسطيني، وتسانده واشنطن التي ترفض أن تعطي الفلسطيني حق تقرير المصير خلال سنتين والتي دأبت على استخدام حق النقض (الڤيتو) ضد كل ما يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني ولو قلة قليلة من حقوقه المغتصبة ظلماً وقهراً وعدواناً.
ولكن من أسف.. على من تقرأ مزاميرك يا داوود.
ومن أسف نقول إنّ ما بدر حتى الآن من إرهاب ليس سوى البداية!