Site icon IMLebanon

سلطة لم تعد تستحي فصنعت ما تشاء.. من الإرهاب!

 

ما زالت تجارة إنتاج الإرهاب وستبقى التجارة المفضّلة عند فريق الممانعة الذي يعتمد عليها لإبقاء نفسه «محارباً» لهذه الظاهرة التي يُراد لها أن تكون «سنيّة» بالإكراه، لتعميم الحرب على أهل السنّة واستمرار التحريض الدولي عليهم ومواصلة ضربهم واستهدافهم على المستوى المحلي، والنماذج لا تنتهي من أبو عدس إلى شاكر العبسي، اللذين اختفيا ودفنت أسرارهما تحت ركام الاغتيال الكبير لرفيق الحريري والركام الهائل لمخيم نهر البارد.

 

الإرهاب العائد حسب الحاجة

 

في آخر إطلالاته، «بشّر» أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله بإعادة إنتاج تنظيم داعش في العراق وسوريا وباحتمال وصول عناصر هذا التنظيم إلى لبنان، وكان لافتاً أنّ هذه «البشارة» جاءت في لحظة احتدام الصراعات الدولية والإقليمية في البلد، ووقوف الحزب في مساحة الحرج وانتظار المزيد من العقوبات الدولية.. وإذْ بالمشاهد المتقطعة تبدأ، ليُصدم اللبنانيون بوقوع اشتباكات في مخيم البداوي ومحيطه بعد محاصرة مجموعة مشتبه بها في إحدى الشقق، وليسقط أربعة شهداء من الجيش اللبناني ويتمكّن الجناة من الفرار.

 

حاجة الممانعة للتضليل

 

في السياسة، وهي المرتبطة دائماً بالأمن في لبنان، تبرز حاجة لـ«حزب الله» إلى الاستمرار في تحويل الأنظار عن تفجير المرفأ واستمرار التقصي عن نترات الأمونيوم ومستقدمها وتوظيفها ومن قام بتغطية وجودها، وعن حقيقة الإهمال المقصود الذي جرى توزيع أدواره بين أجهزة الأمن وبعض القضاء.. وليس هناك أفضل من الإرهاب مصدر إلهاء واصطياد للضحايا من الجانبين: ضحايا الضغط والتفقير وضحايا الانحراف في سلوك البعض من المخترقين.

 

يحتاج فريق الممانعة إلى مواصلة تخويف المسيحيين وتضخيم فزاعة داعش ومحاولة إفهامهم أنّ الخروج من حلف الأقليات سيعني انفلات «وحش» «الإرهاب السني».

 

لماذا حرمان الجيش من الاحتياطات؟

 

في الجانب الميداني، برزت أسئلة كثيرة طرحها المتابعون حول حقيقة ما جرى في جبل البداوي أهمّها:

 

إذا كانت الخلية المستهدفة في جبل البداوي بهذه الخطورة، فلماذا تمّ الدفع بدورية لمخابرات الجيش في المداهمة بدون توفير المؤازرة والإسناد لها، وبدون خطة مُحكمة تضمن الحدّ المطلوب من سلامة عناصر الدورية، خاصة أنّنا نشاهد حشد القوى والآليات العسكرية لتوقيف ناشطين أو دوريات روتينية.

 

كيف تمكن القاتل خالد التلاوي من الوصول إلى سهل دنحي الواقع بين الضنية وزغرتا، وكيف استطاع مغادرة المبنى بعد قتل أربعة عناصر من الجيش، وكيف تجاوز منطقة البساتين والفرار خارج المنطقة، ولماذا لم تـُتّخذ إجراءات الحصار الفعّال للشقة، بدل نشر مئات الجنود من طرابلس إلى كفرحبو وإنهاكم وتوسيع دائرة «الإثارة» السوداء حول ما يجري وإضافة مخاطر أكبر على حياة العسكريين والمدنيين؟!

 

على من تقع مسؤولية خسارة الشهداء الأربعة من أبنائنا في الجيش، ولماذا لم يكن الشهداء ورفاقهم مجهّزين بالسترات الواقية والخوذ ولم تجرِ الاستعانة بتقنيات الرصد الحديثة في الوصول إلى المطلوبين؟

 

لماذا الإضاءة الأحادية على ما جرى في الشمال والتعمية على اشتباكات أكثر عنفاً ودموية واستهدفت الجيش اللبناني في البقاع، على سبيل المثال، وكيف يكون استهداف الجيش في الشمال إرهاباً واستهدافه في البقاع «حادثاً» لا يستحقّ الذكر؟!

 

هل هناك من أراد إطالة أمد الاشتباك وتكبير عدد الضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين وهل كان مطلوباً إراقة دماء أبنائنا في الجيش لتأجيج الرأي العام في اتجاه محدّد؟!

 

القاتل من يسهل العبث بالأمن

 

اختصر المفتي الشيخ زيد بكار زكريا الموقف عندما قال: «القاتل ليس شخصاً واحداً بل هي دولة متآمرة سهّلت طريق الجريمة بتركها المجرمين يعبثون بأمننا. العتب الكبير كيف يتم إرسال شبابنا العسكريين المخلصين لوطنهم لاعتقال إرهابي بهذه الطريقة بدون اتباع الطرق الصحيحة وكأنهم يقذقون بهم للمهالك، بينما يتم إرسال آليات ومدرعات وفرق عسكرية لشباب أعزل على الطرقات، وكيف يأخذون الاحتياطات لإيقاف من يريد أن يرفع سقفا لبيته أو يحفر بئراً».

 

وأضاف: «يجب ان نقول الحقيقة التي تجرح المسؤولين، فنحن أمام مؤامرةٍ لشيطنة الثورة وشرعنة السلاح غير الشرعي ودعشنة الثوار الذين يطالبون بلقمة العيش ووصف مناطقنا بالإرهاب».

 

لا يمكن تمرير هذ الكمّ الهائل من التساؤلات من دون السعي إلى إجابات شافية، لأنّ طبيعة المرحلة السياسية التي دخل لبنان نفقها ستشهد المزيد والمزيد من «أفلام» الإثارة السوداء ودعايات الصحافة الصفراء، التي تحاصر الواقع اللبناني من جميع جوانبه، وتُخضعه لسلطة مهووسة بالدم والعنف والإفقار والإرهاب المنظم، بينما يدفع السجناء والموقوفون في سجن رومية ضريبة التلاعب بالأمن والقضاء من قبل سلطة فاجرة لم تعد تستحي.. فإذا بها تصنع ما تشاء من الإرهاب!