مشكلة الارهاب في العالم، لم تَعُد لغزاً يحيّر النقاد والمحللين… إنها قصة لم تعد سرية… فأميركا وإسرائيل وإيران دول دعمت الارهاب بل صنعته ورعته..
ومن هنا تبدأ القصة الأولى:
بعد خسارة إسرائيل في حرب تشرين عام 1973 وربحت مصر وسوريا حاولت أميركا أن توقف الجيش المصري فتوقفت الحرب بسبب تهديد أميركا بالنووي… وانهالت الضغوط العسكرية الاسرائيلية، وأقيم الجسر الجوي الاميركي، وحدث ضغط شديد على سوريا ولولا الجيش العراقي لسقطت دمشق ولكن الجيش العراقي أوقف تمدّد الجيش الاسرائيلي، لذلك قرّر هنري كيسنجر وزير خارجية أميركا آنذاك تدمير الجيش العراقي… وهذا ما حصل. لذا تمّت المؤامرة المرسومة والمخطط لها فتمثلت بخلع الشاه والمجيء بآية الله الخميني لأنّ هناك حاجة من أجل إشعال حرب سنية – شيعية لأنها الوسيلة الوحيدة للقضاء على أهل السنّة في العالم.
بالفعل استمرت الحرب ثماني سنوات دُمّر خلالها الجيشان العراقي والإيراني وطبعاً هذا هو المطلوب.
ولم تكتفِ أميركا بذلك، إذ جاءت الى المنطقة ورفعت شعار الديموقراطية وقامت بحرب تدميرية لإسقاط صدّام حسين والقضاء على ما تبقى من الجيش العراقي تحت شعارات:
أولاً: أسلحة الدمار الشامل.
ثانياً: الإرهاب.
ثالثاً: من أجل الديموقراطية.
فكانت 3 أكاذيب، كما ذكرت «Moliter Christian Science موليتر كريستيان ساينس».
تلك الحرب دمّرت العراق فأهدت أميركا الفوز لإيران، وعملت على تنفيذ مؤامرة ثانية بتدمير الجيش السوري تحت شعار الارهاب.
ويكفي أن نتذكر أنّ 2000 مقاتل يقبعون في السجون السورية بحجة الارهاب، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك، إذ تبيّـن أنّ هؤلاء مع 2000 عنصر إسلامي إرهابي كانوا في العراق، ثم أطلق النظامان العراقي والسوري سراحهم، وبدأت المعركة تحت ستار القضاء على الارهاب.. واللافت هنا أنّ الجماعتين ينتميان الى تنظيم واحد اطلق عليه الاميركيون IsIs أي «داعش».
وهكذا نشبت حرب أهلية في سوريا دُمّرت فيها سوريا، ودُمّر فيها الجيش السوري تحت شعار القضاء على الارهاب.
الفيلم لم ينته بل هناك فيلم آخر يُحضّر للمملكة العربية السعودية… انه فيلم الحوثيين الذي اضطرت أو يمكن أن نقول تورّطت فيه المملكة السعودية ظناً منها انها ستقضي على الحوثيين الذين هم عملاء لإيران، ليتبيّـن لها ان هذا الفيلم كان أكبر «ورطة» في تاريخ المملكة، عرفت كيف بدأت، ولكن لا أحد يعرف أين وكيف ستنتهي… وتأكيداً لنظرية ان الاميركيين وإسرائيل هم صنّاع الإرهاب في العالم، وللتأكيد على ما ذكرناه، نورد هذه القصة التي جاءت على لسان أحد نواب مجلس الأمة الكويتي الذي كان يتحدث مع وزير خارجية الجزائر «بن فليس» عندما سأله كيف تخلصت الجزائر من الارهاب؟ فقال:
“إذا أردت أن تعرف كيف تتم إدارة التحكم بالإرهاب، طالع إجابة وزير الخارجية الجزائري “بن فليس” السابق، وكيف تخلصت الجزائر من الإرهاب الذي فتك بها حتى أواخر التسعينات حين كانت هناك جماعات إرهابية تخطف الناس وتقتلهم وترمي جثثهم على الطرقات. وإستمرت هذه الحال لفترة طويلة من دون تمكن الجيش والحكومة من القضاء على هذا الإرهاب”.
سؤال من صحافي مخضرم مقدم للسيد “بن فليس”: كيف تمكنتم في الجزائر من القضاء على ظاهرة العنف والقتل والتي إستمرت لسنوات عديدة؟ أجاب: في أحد الأيام، إستدعاني الرئيس “بوتفليقة” إلى مقره، فوجدت عنده السفير الأميركي ومعه ثلاثة أشخاص آخرين تبين أنهم من دائرة “السي أي ايه” الأميركية، وطلب مني “بوتفليقة” الإستماع لما سيقولون. بدأ السفير الأميركي بالكلام قائلا:
هل ترغبون يا سادة أن تنتهي حال العنف والقتل السائدة لديكم في الجزائر؟
فأجابه الرئيس “بوتفليقة”: طبعا وبدون أي شك. إستطرد السفير قائلا: حسنا، نستطيع أن ننهي لكم هذا الوضع وبسرعة. ولكن وحتى نكون واضحين، لدينا شروط واضحة يجب أن توافقوا عليه مسبقاً. عندها، أشعره “بوتفليقة” بالموافقة وطلب منه أن يكمل.
قال السفير الأميركي جهاراً:
أولا- عليكم إيداع عائدات مبيعاتكم من النفط لدينا في أميركا.
ثانيا- عليكم إيداع عائدات مبيعات الغاز في فرنسا.
ثالثاً- عدم مناصرة المقاومة الفلسطينية.
رابعاً- مناصرة إيران وحزب الله وتحركاتهم ولا تتهجموا على أدوراهم أو مواقفهم.
وافق الرئيس “بوتفليقة” على هذه الشروط متأملاً إخراج الجزائر من حال القتل والفوضى التي كانت تعصف بالبلاد.
وتابع السفير الأميركي: حسنا، سنقوم بدورنا بالتحدث مع كافة الأطراف المعنية لإعلامهم بإتفاقنا.
سأل بوتفليقة: ومن هي تلك الأطراف؟
فأجاب السفير: فرنسا وإسرائيل وإيران؟
صعقنا من ذلك الرد وتساءل “بوتفليقة”: وما علاقة هذه الدول بما يجري لدينا؟
أجاب السفير والإبتسامة الصفراوية على وجهه: إيران هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من إسرائيل، وتقوم إسرائيل بإرساله إلى فرنسا. وفرنسا بدورها وعن طريق بعض ضباط الجيش الجزائري المرتشين والذين يتعاملون معها، يوصلونها للجماعات الإسلامية المتطرفة. وإستطرد السفير وسط دهشتنا: سنقوم بإبلاغ فرنسا وإسرائيل بإتفاقنا، وعليكم إرسال شخص من طرفكم للتحدث إلى الخامنئيّ (المرشد العمومي بإيران) حيث سيكون أسهل إبلاغه عن طريقكم نظرا لصعوبة التفاهم معه.
على أثر ذلك، طلب مني “بوتفليقة” السفر إلى إيران لأجل هذه الغاية.
وصلت إلى إيران بعد ترتيبات مسبقة، وإلتقيت الخامنئيّ وشرحت له ما تم من إتفاق مع الجانب الأميركي، وأنهم أي الأميركيين طلبوا من باقي الأطراف وقف الدعم للمسلحين، والآن على إيران وقف تمويل السلاح.
إستغرق حديثي مع الخامنئيّ عدة ساعات من دون أن يوافق على عرضي وأصر على موقفه. عندها إتصلت بالسفير الأميركي وأعلمته عن تزمت الخامنئي وعدم موافقته على هذا الإتفاق.
أجابني السفير: لا بأس، إنتظر قليلا. سأهاتف الخامنئيّ شخصياً. ولم تمضِ بضع دقائق حتى إستدعاني الخامنئي وهو يدق على صدره قائلاً: موافق .. موافق.
بعدها بعدة أيام، توقف الدعم والتمويل للإرهابيين، وتم تزويد قواتنا المسلحة من الأميركيين بإحداثيات خارطة لمواقعهم وأماكن وجودهم، حيث قامت قواتنا المسلحة بالقضاء عليهم خلال فترة بسيطة من الوقت.
إنتهت القصة. هذه القصة التي سمعتها مباشرة من صديقي وليس عن وعن.
والآن أعزائي وأحبتي: هل لكم أن تدركوا حجم الدور الذي يقوم به الإيرانيون في دعم الإرهاب وفي خدمة الأميركيين ولغاية تدمير بلداننا العربية مقابل الحفاظ على كراسيهم ومشروعهم الصفوي وتحقيق أهداف الصهيونية بتدمير الشعوب والدول المجاورة لإسرائيل، وكيف تتم معالجة مثل هذه الأمور؟
أليس هذا ما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان؟