IMLebanon

ارهاب المهاجرين العرب والغرب؟!

حصد العمل الارهابي في مدينة نيس الفرنسية اربعة وثمانين قتيلا وعشرات الجرحى، فيما ساد الظـن ان العملية الارهابية في مطار بروكسل ستكون اكثر دموية من جانب  من يتصور  ان الارهاب  سيكتفي بعملية بلجيكا وقبلها عملية ملعب باريس حيث سقط في العمليتين اكثر من اثنين  وسبعين قتيلا والمئات من الجرحى؟!

السؤال المطروح لماذا فرنسا تكرارا؟ المطلعون   يتوقعون الاسوأ من الاعمال الارهابية في اوروبا الغربية، جراء وجود الملايين ممن بوسعهم ان يتحركوا ضد انظمة الحكم، والمقصود بذلك الكثافة المسلمة المنتشرة في باريس وغيرها من المدن الفرنسية وجلهم من المهاجرين العرب الذين يجدون ضرورة التصرف الارهابي كنتيجة حتمية لممارسات  الاستعمار المتصل بما هو حاصل  في كل من العراق وسوريا، والمقصود بذلك تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) التي لم تعد قادرة  على مواجهة اميركا والغرب في مجالي اثبات الوجود. وقناعة من الدولة الاسلامية ان من واجب اتباعها المساعدة في كل ما تتعرض له جماعتهم في كل من العراق وسوريا..

ويجمع المراقبون  الديبلوماسيون على ان ما حدث في نيس كان منتظرا حدوثه في باريس او اية منطقة فرنسية اخرى طالما ان هناك مكانا بوسعه استيعاب الارهاب من غير التوقف عند النتيجة الاولية التي ضربت باريس  ثم بروكسل، حيث لا بد من توفر حرية الحركة عبر عمليات تفجير وتفخيخ. وقد جاءت عملية الشاحنة في نيس بمستوى الابتكار الذي لا بد منه لوقوع مزيد من الضحايا الذين كانوا يحتفلون  بيوم الاستقلال في شوارع مكتظة بالذين انتشروا على الطرقات وفي امكنة مكشوفة (…)

كما يتوقع الديبلوماسيون المزيد من العمليات الارهابية  جراء تواجد عناصر امنية من المهاجرين الذين بوسعهم المساعدة في نقل الوسائل اللازمة لذلك،  كما اثبتت التجارب في مكان الاكتظاظ السكاني ما يعني بالضرورة ان هناك  مزيدا من الاعمال الارهابية سيقع في غير مكان وزمان  حيث الظروف تؤهل الاهاربيين لان ينفذوا المزيد من جرائمهم  البشعة من مثل ما حصل في بروكسل وبعدها في نيس، من دون حاجة للتوقف عند ابتكار جديد يفهم منه انه يساعد الارهابيين في جرائمهم!

ان مكافحة الارهاب تحتاج الى تدابير من شأنها ضرب الخارجين على القانون بوسائل شبيهة بما يجري في دول الانظمة الحزبية الواحدة كي لا يجد هؤلاء ما يفهم منه ان بوسعهم القيام بجرائمهم  من غير ان يقابلوا برد فعل بحجم ما يرتكبونه من عمليات  ارهابية، اما القول الاخر الذي يدعي ان المجرمين يعرفون استحالة الاقتصاص منهم حيث لا قوانين تسمح بالاعدام ولا تشدد في الملاحقة الجزائية مثل الحاصل في معظم دول اوروبا الغربية، كما دلت التجارب ايضا على ان اقصى  حكم  يصدر بحق الارهابيين لا يتعدى المؤبد اي عشرين سنة سجنا كأقصى درجة معاقبة؟!

هذه الاجراءات الحكمية لا تخيف من يرتكبون الجرائم الارهابية، فيما المطلوب تطوير الاحكام مثل المعمول به في الولايات المتحدة الاميركية حيث تصل العقوبة الى ما  لا يقل عن سبعين سنة،  بما في ذلك تنفيذ الاعدام في حق المرتكبين (بحسب قوانين بعض  الولايات)، اضف الى ذلك ان ثمة خوفا من اعمال ارهابية كبيرة في اميركا من حجم تدبير انفجار نووي، وليس من ينسى نسف البرجين بواسطة عملية جوية مدبرة باحكام منقطع النظير؟!

يفهم من كل ما تقدم ان العمليات الارهابية لن تتوقف في المستقبل المنظور طالما هناك ظروف سياسية  ومذهبية تحتم قيام عمليات ارهابية لاسباب يفهم منها ان هناك دولا تعاني من نتائج تصرفات الغرب على انظمتها وعلى اراضيها. والمجالات واسعج في هذا الصدد لان الاحوال السياسية لا تتوقف عند مصالح الدول بقدر ما تعمل لغير مصالحها، وقد دلت التجارب على ان ما حصل بالنسبة الى نظام الرئيس العراقي صدام حسين ما كان ليحصل لولا خدعة مخابراتية زعمت انه يعد العدة لحرب نووية لن يوفر دولا محسوبة على الغرب بما في ذلك الكيان الصهيوني!

كما دلت التجارب على ان الخطأ الدولي في مجال مقاربة سياسة صدام حسين الخارجية، ما ادى الى تغيير جذري  فاضح في سياسة بريطانيا اطاحت بنظام الحكم فيها، من غير ان تتأثر السلطة في اميركا في مجال معاقبة من طور النظرة الى الحكم في العراق الى ما يفهم منه ضرورة الاطاحة به في حرب شاركت فيها دول العالم بما في ذلك دول عربية تجنبا لمحاذير اغضاب «العم سام»  وقد دلت التطورات ان صدام حسين لم يكن يملك سلاحا نوويا او سلاحا جرثوميا قادرا على الاقتصاص من العالم الغربي ومن العالم العربي في وقت واحد؟!