Site icon IMLebanon

الإرهاب في كل مكان!

يكاد العالم لا يصحو من صدمة إرهاب ليستفيق على غيرها. يضرب الإرهابيون من باريس وبيروت الى سان برناردينو وباماكو، ومن أنقرة وسيناء الى تونس ولندن. يعيش ملايين البائسين تحت رحمة سيوف أبو بكر البغدادي وأيمن الظواهري وأمرائهما في مدن وبلدات وقرى في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفي أفغانستان وباكستان. إن دلّ هذا على شيء فعلى اختراق التهديد الإرهابي حدود كل الدول والمجتمعات، والى عجز المجتمع الدولي حتى الآن عن لجم هذا الشرّ المستطير.

تكاد هجمات ١١ أيلول ٢٠٠١ على نيويورك وواشنطن تكون استعراضاً مأسوياً لبدء هذه الحقبة من حرب الإرهابيين ليس فقط على أميركا والأميركيين، بل أيضاً على كل ما له صلة بالإنسانية بمعانيها الحاضرة في كل مكان. ليست هي كذلك حرباً على غير المسلمين حصراً. يقع المسلمون الآن في قلب هذه المعاناة الكبرى. لم تترك لهم “القاعدة” خيار نجاة سوى استلهام من يعتبرون أنهم يشكلّون صفوة “السلف الصالح”. ثمة تساؤلات معقدة عن التأسيس لمذهب الإرهاب المعاصر الذي يجمع بين معتقدات قديمة وأسلحة ووسائل حديثة. لماذا تسفك كل هذه الدماء وتزهق أرواح كثيرة من دون اعتبار لكبير وصغير ورجل وامرأة؟

لا جواب في الجدل المتواصل عن الأخطاء التاريخية الفادحة التي ارتكبتها الولايات المتحدة عندما قادت تحالفاً لغزو أفغانستان وتحالفاً آخر لغزو العراق بعد هجمات ١١ أيلول. لا جواب أيضاً عن عجز الحرب الدولية المتصاعدة عن القضاء على الجماعات الإرهابية التي “تفرخ” الآن في كل مكان. كذلك اتخذ مجلس الأمن القرار ١٣٧٣ بإنشاء لجنة لمكافحة الإرهاب وتجريم تمويله، ومنع الجماعات الإرهابية من الحصول على أي شكل من أشكال الدعم المالي، وعدم توفير الملاذ الآمن أو الدعم أو المساندة للإرهابيين، وتبادل المعلومات بين الحكومات الأخرى عن أي جماعات تمارس أعمالا إرهابية أو تخطط لها، والتعاون مع الحكومات الأخرى في التحقيق في تلك الأعمال الإرهابية، واكتشافها، واعتقال المشتركين فيها وتسليمهم وتقديمهم الى العدالة، وتجريم مساعدة الإرهابيين مساعدة فعلية أو سلبية في القوانين المحلية وتقديم مخالفي تلك القوانين الى العدالة. اتخذ مجلس الأمن قرارات مهمة أخرى في محاولة للجم الجماعات الإرهابية عبر العالم. وضعت الدول استراتيجيات متقدمة وسياسات قاسية للوقاية من الإرهاب. ماذا كانت النتيجة؟

نشأت تنظيمات ارهابية كثيرة في كل مكان. لم توفر هذه الجماعات مجتمعات الغرب والشرق من تطرفها العنيف. يتمثل أخطرها وأوسعها نفوذاً الآن بـ”داعش” الذي يسعى الى إحياء دولة الخلافة على امتداد ديار المسلمين. تنخرط دول كثيرة في هذه الحرب ضد “داعش”.

الإرهاب بين ظهرانينا وفي كل مكان.