Site icon IMLebanon

إرهاب يحارب إرهابا والضحايا أطفال الغوطة

 

من شاهد بالأمس ڤيديو لطفلة قد لا تتجاوز العامين ولحظة إخراجها من تحت الأنقاض لتلقى حتفها لاحقاً، يعيش من جديد مأساة السؤال «بحرب الكبار شو ذنب الطفولة.. بحرب الكبار شو ذنب الضحكات الخجولة؟!»، هي فعلاً حرب الكبار، قرار مجلس الأمن الدولي فشل المتخذ بالإجماع والذي يطالب بوقف إطلاق النار 30 يوما في سائر أنحاء سوريا، فشل أيضاً بالإجماع، بعيد اتخاذه شنّ هجوم على الغوطة الشرقيّة من محاورها الأربعة، أساساً البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي ليس أكثر من بيان سخيف لذرّ رماد الخجل في العيون التي لم تعد تحتمل مشهد الأطفال القتلى، أين يُصرف بيان «يطالب بوقف إطلاق النار»؟! خداع العالم مستمر، وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً شيء، والمطالبة بوقف إطلاق النّار شيء آخر!!

 

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، أو القاتل الحقيقي في لعبة الكبار هذه، أو «ملَك الموت الشيطاني» في سوريا، أمر بالأمس ـ كما أعلن وزير دفاعه سيرغي شويغو بإعلان «هدنة إنسانية « يومية اعتبارا من الثلاثاء في الغوطة الشرقية بسوريا، اعتباراً من اليوم الثلاثاء 27 شباط من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر»، وهدف هذه المزاعم «البوتينيّة» تجنب الخسائر في صفوف المدنيين في الغوطة الشرقية، ست ساعات فقط ـ بما سيتخللها من غدر ـ مسموح فيها «الحياة» بأمر فلادمير بوتين والثمانية عشرة ساعة المتبقيّة لحفلات جنون الموت!

نشر بالأمس ڤيديو حَصدَ فيه الرصاص «رجال النخبة» و»فوج التدخّل الخاص» لميليشيات النمر التابعة «للعقيد مدري العميد» سهيل الحسن ورآهم يتساقطون كالذباب بنيران ميليشيا «جيش الإسلام» الذي أعلن في بيان أنهم أكثر من 70 قتيلاً من العناصر المقتحمة بينهم قائد الحملة برتبة عميد ركن، من شاهد هذا الڤيديو أدرك حجم فشل النظام السوري في تحقيق نجاح صغير على الأرض، كلّ هذا التفوق الجوي لطائراته والطائرات الروسية لا تسفر إلا عن قتل الأطفال، إنما على الأرض هو أعجز من التقدّم شبراً واحداً داخل الغوطة الشرقيّة المحاصرة منذ زمن طويل، ولكن على المقلب الآخر، داخل الغوطة المحاصرة يوجد إرهابٌ آخر، كلّ هذه الفصائل التي تحمل أسماء تثير الشكّ والرّيبة تأخذ هؤلاء الأطفال دروعاً بشريّة، تجارة صور الأطفال المقتولين رائجة بشدّة، يحتاج المتابع إلى قلبٍ قاسٍ ليحدّق في الأطفال القتلى الذين تحتل صورهم شبكات التواصل الإجتماعي، بعضهم قتلى بثياب صيفيّة في عزّ الشتاء، وفي الغوطة البرد قارس، الفصائل في داخل الغوطة هي أيضاً إرهابٌ يستغلّ موت الأطفال في خدمة مشاريع لم يعد لها أي علاقة بشيء اسمه الثورة السوريّة، التي نحرت على يد هذه الفصائل في الأساس!

باختصار إرهاب يواجه إرهاب في الغوطة الشرقيّة، طائرات روسيا وجيش بشار الجزار والفصائل الإسلامية، ومن أبرز تلك الفصائل، جيش الإسلام وفيلق الرحمن وتوجد غالبية مقراتهما في أماكن سرية وأنفاق تحت الأرض.

وما يسمّى بجيش الإسلام  تنظيم عسكري سوري معارض شُكل خلال الثورة السورية، يعد من أكبر الفصائل العسكرية، يتبنى جيش الإسلام الفكر السلفي الدعوي، وقد ساهم منذ تأسيسه في تشكيل عدد من التكتلات العسكرية.

ومن هذه الفصائل أيضاً فيلق الرحمن وهو يضم قرابة تسعة آلاف مقاتل، ويعد ثاني أكبر فصائل الغوطة الشرقية، وهناك أيضاً هيئة تحرير الشام وهي تكتل عسكري من فصائل مسلحة سورية، تكون نتيجة اندماج خمسة فصائل اندماجا كاملا في جسم عسكري واحد، هي: جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين زنكي (قبل أن تنفصل عنها)، ولواء الحق، وجبهة أنصار السنة… وهناك أيضاً أحرار الشام  وهي مكون رئيسي في جبهة تحرير سوريا المشكّلة في شباط 2018، وتتوزع كتائبها في مختلف أنحاء سوريا، وهناك أيضاً فصيل الفسطاط ويعود تأسيس هذا الكيان العسكري إلى آذار 2016، حين تم الإعلان عن تشكيل «جيش الفسطاط»، والذي يضم أحرار الشام وجبهة فتح الشام «النصرة سابقاً» في قطاع الغوطة الشرقية، ولواء فجر الأمة…

ثمّة سؤال بفرعين لا بُدّ من طرحه، الأول إلى متى سيستمرّ «كرنفال قتل الأطفال» في الغوطة، والثاني، ما هي حاجة العالم بعد إلى منظمة فاشلة كالأمم المتحدة ومجلس أمن دولي لا يستطيع أن يفرض وقف إطلاق نار تداركاً لهذه المجزرة؟!