نشر موقع «لبنان 24» بالأمس خبراً ـ بكلّ ثقة ـ تحدّث فيه عن تحذير وجّهته إحدى السفارات الأجنبيّة لموظفيها عن إحتمال وقوع هجمات إرهابية خلال عطلة نهاية الأسبوع في بيروت، ولم يكتفِ الموقع بنشر تردّد «معلومات مجهولة» عن «سفارة مجهولة»، فكان المعلوم الوحيد في خبره اسم المناطق التي ستستهدفها التفجيرات الإرهابيّة وهي وسط بيروت والحمرا!!
هذا الخبر المنشور والموقع الذي نشره نضعهما بين يديْ وزير الداخليّة نهاد المشنوق فمن غير المقبول أن يتمّ بثّ الذّعر في نفوس المواطنين بهذه السهولة، خصوصاً بعد تحذيرات السفارة الكندية يوم الأحد الماضي من عمل إرهابي يستهدف نفس المنطقتين والذي نفته بغموض لاحقاً السفارة المعنيّة!!
استفاض الموقع في تفنيد الخبر، فذكر أنّ «المعلومات المجهولة» الصادرة عن «السفارة المجهولة» بأنّ «التحذيرات الأمنيّة التي وصلَت في الثالث في حزيران الجاري ازدادت وتيرتها الآن»، على الأقل يوحي هذا الكلام بأن السفارة الكنديّة «إيّاها» صاحبة تحذير يوم الأحد الماضي هي صاحبة التحذير، وهنا لا بُدّ لنا من التساؤل: أين الأجهزة الأمنيّة من هذه المعلومات؟ ومن يُطمئن المواطن اللبناني خصوصاً أن الخبر تحدّث هذه المرّة عن استهداف «المطاعم»؟!!
بعد تفجير الأحد الماضي الإرهابي بساعات قليلة تلقّيت اتّصالاً من صديق غير لبناني يقيم في الأردن، كشف لي فيه عن مخاوف حقيقيّة من الأيام المقبلة على لبنان، وأنّ كثيراً من التحليلات للواقع اللبناني والأفق المسدود تقود إلى القلق من تفجيرات إرهابيّة وعمليّات اغتيال تستهدف تحديداً وجوهاً من الطائفة السُنيّة، ذهب الصديق أبعد من هذا عندما سألته: هل تظنّ بأنّ حزب الله ليس وراء تفجير بنك لبنان والمهجر؟ فجزم أنّه يستبعد تورّط الحزب في هذا التفجير، وإن كنت لم أقتنع كثيراً بكلامه…
بعد الخبر الذي تم تداوله بالأمس عن تهديدات جديدة في عطلة نهاية هذا الأسبوع، سارع الصديق إلى تذكيري بكلامه لي يوم الأحد الماضي، سألته بدقّة شديدة: هل من قبيل الصدفة أن ينشر نفس الموقع هذا الخبر، وإلى جانبه خبر آخر حمل عنوان «ترسانة أكبر من «الناتو».. وما أدراك ما «حزب الله»، منقولاً عن موقع ذا تاور الأميركي عن الكاتب ويلي ستيرن قوله إنّ «حزب الله» يمتلك ما يزيد عن 130 ألف صاورخ، لافتاً إلى أنّ ترسانته تتفوّق على تلك الخاصة ببلدان حلف شمال الأطلسي الـ»ناتو» الـ28 مجتمعة، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية. وكشف ستيرن أنّ هذه الترسانة تضم صواريخ طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى، وصواريخ باليستية من طراز M-600، التي إذا أُطلقت «قادرة على مسح مساحة كبيرة من تايمز سكوير في نيويورك من على وجه الأرض»!!
أليست هذه الترسانة أكبر بكثير من حزب الله؟ ذكرني الخبر بيوم أعلنت فيه أميركا أن الجيش العراقي هو رابع قوة في العالم، فسقط صدام حسين في الفخّ، وأخذ المنطقة إلى الاحتلال الأميركي، وما زلنا نرزح حتى اليوم تحت أعباء كلفة ذاك الخبر!!
من دون شك، لبنان إذا ما بقي الحال على ما هو عليه، مقبل على أيام صعبة جداً، ولكن يبقى السؤال: أيّ أجهزة استخباريّة تسعى لتفجير الساحة اللبنانيّة، وما هو الثمن الذي سيدفعه حزب الله بعد إصراره على خوض حروب إيران في المنطقة كلّها انطلاقاً من بلد اعتبر دائماً أضعف بلدان المنطقة، عملياً لا أحد يملك إجابة حقيقيّة عن كل التساؤلات المقلقة التي تساور اللبنانيين وحتى إشعار آخر!!