Site icon IMLebanon

«إرهاب لا مقاومة».. تغريدة وصورة

هل فاجأت مقاومة المقاتلين السوريين عناصر «حزب الله» خلال خوضهم معارك «الزبداني»؟ الاغلب انها فعلت، فقرر الحزب قذف كل اساليبه الوحشية واللاإنسانية في وجههم. مواقع التواصل الاجتماعي ضجت اول من امس بصورة لأحد عناصر الحزب يظهر فيها واقفا على جثة تحترق. هذه المرة تبدو الصورة هي السلاح الاقوى في معركته، لكن الصورة هنا ليست توثيقا للحظة تاريخية، وليست دليلا على السيطرة على «الزبداني»، ولا على التقدم على الارض، ولا على تصفية «اعداء القدس»، الذين يمر «حزب الله« من أرضهم اليها. ابعادها ودلالاتها واضحة: نحن الاكثر قوة، ونحن الاكثر دموية. هكذا ندافع عن نظام الاسد الضامن للمحور الايراني في المنطقة، وهكذا نعبّد طريق القدس تمهيدا لتحريرها. 

هكذا اذاً، ينتقم «حزب الله» من المناضلين السوريين على طريقة «داعش«. حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة، قطع رؤوس عناصر من الجيش اللبناني اضافة الى العديد من الصحافيين الاجانب، اساليب «مقاومة» ليست بعيدة عن نهج الحزب كما يعتقد البعض. وهذا ما يظهر في الصورة بشكل واضح. الدخان يتصاعد من الجثة الممددة على الارض، اما العنصر فيقف منتصرا مبتسما فخورا بما انجزه، بكل شموخ يمسك بسلاحه رافعا رأسه الى الاعلى والاهم الاهم داهسا رأس الجثة بحذائه العسكري. انها المفاخرة بالقتل الموثق، والهدف واحد تضخيم هالة «المقاومة» لدى الحزب، وكأن صورة قتل عادية سقطت بأسلوب تقليدي لم تعد كافية ولا مجدية. فمعدات التسويق تستلزم جثثاً محروقة ومدهوسة بالاحذية، وتستلزم قبل كل شيء التسويق لـ»مجاهدين« لا يقهرون. 

الا ان «حزب الله» الذي دخل دائرة الجحيم المغلقة التي يتخبط فيها عناصره ويقتلون الواحد تلوَ الآخر، تلقّى الخبر «الفاجعة» بعد تلقيه الصورة بفترة وجيزة. العنصر الذي يظهر في الصورة علي محمود عودة الملقب بـ«جعفر» من بلدة الخضر البقاعية قتل بتاريخ 7-7-2015، فما كان من الحزب الا ان نعاه ببيان مطبوع مسبقا لم يعد يبدل فيه سوى الاسماء، وبالطبع تحت عنوان «شهيد الواجب الجهادي المقدس». 

اما على موقع «تويتر»، وتعليقا على الصورة والخبر اطلق حساب «ميديا هاشتاغ»، هاشتاغ «#ارهاب_لا_مقاومة»، الذي وصلت نسبة المشاركة عليه الى حوالى الاربعة آلاف تغريدة. فكتب ربيع «طلع ما بعد حيفا هي قتل أطفال سوريا والعراق واليمن أنتم يطلق عليكم صفة #ارهاب_لا_مقاومة«، وعلق ربيع ضناوي «اسوأ الناس من يخيرك بين داعش وحزب الله، الإثنان قتلة وانا لا ازكي قاتلا على آخر وما يجمع الطرفين #ارهاب_لا_مقاومة«. اما طارق ابو صالح فسأل « هل تعلم ان هناك اكثر من 1250 طفلا سوريا استشهدوا على ايدي عناصر حزب الله! #ارهاب_لا_مقاومة».