سبع صواريخ باليستيّة استهدفت السعودية مساء الأحد الماضي، ثلاثة منها استهدفت العاصمة الرياض مع حلول الذكرى الرابعة على بدء العمليات العسكريّة للتحالف العربي بمواجهة الانقلاب الحوثي ـ الإيراني لوضع اليد على اليمن، وفي ردّ واضح وصريح على زيارة ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان لأميركا والاتفاقيات المعقودة فيها، الرسالة الإيرانيّة واضحة، فلا شدّ الظهر بأميركا، ولا استمرار عمليات التحالف العربي أسفرت عن تغيير حرفٍ من المخطط الإيراني!
لم يعد مجدياً عقد مؤتمرات صحافيّة ليُعرض فيها تسليح إيران للحوثيين ووقوفها خلفهم ودعمهم وتصدير الصواريخ لهم لقصف السعوديّة، كما شاهدنا بالأمس، سبق وعقدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي مؤتمراً صحافياً في قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن منتصف كانون الأول من العام 2017 وأعلنت فيه أنّ «هذه (الأسلحة) إيرانية الصنع.. وأرسلتها إيران.. ومنحتها إيران»، العالم كلّه يعرف هذه المعلومة وليس هناك من ضرورة للتأكيد عليها مرّة تلو الأخرى، لأنّها لن توصل إلى مكان!
أميركا دونالد ترامب هي المستفيد الأكبر من حال الذعر العربي من إيران، مليارات المليارات دفعت ثمن صفقات سلاح للأسف لم يستخدمه العرب حتى اليوم للدّفاع عن أنفسهم، ويضمّ التحالف رسميا إلى جانب السعودية كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان والسنغال، عشرة دول لم تستطع أن تحقّق شيئاً في مواجهة حوثيي إيران، وهذا واقع مرير علينا الاعتراف به، والشكوى والصراخ بأنّ هذه الصواريخ تصل إلى الحوثيين عبر ميناء الحديدة لن تقود إلى إغلاق هذا الميناء، إيران تستخدم المدنيين دروعاً تحمي ميليشياتها ـ وخبرتنا في لبنان كافية ـ لا يستطيع العالم أن يتحمّل إطباق حصار كامل يتسبب بتفاقم الموت جوعاً في اليمن، لا أوروبا تستطيع أن تقبل بهكذا حصار، صورة واحدة لبضعة أطفال يموتون من الجوع ستهزّ العالم، أوروبا لم تتحمل صورة الطفل إيلان ميتاً على الشاطىء، فتحت أبوابها للاجئين لأنها لا تستطيع إنقاذ الشعب السوري من بشار الأسد، سوريا ليست اليمن ولا ليبيا، لذا وبصدق شديد ستبقى الصواريخ الباليستية تطال الرياض وجازان ونجران، ولن يتحرّك العالم في مواجهة إيران اليوم، لقد قامت إيران الخميني بزرع الرعب في أميركا وأوروبا والمنطقة العربيّة منذ أربعين عاماً، ولم يتحرّك العالم لضربها ولن يتحرّك اليوم!
ما الحلّ إذاً؟ بصدقٍ شديد قول أيضاً، ولّى زمن مجيء الأميركان والأوروبيين لخوض الحرب بالنيابة عن عرب الخليج، ولا عرب المنطقة، مصلحة وضع اليد على النفط تمّت بنجاح منذ عاصفة الصحراء وسقوط بغداد وشرق الفرات في سوريا، اليمن موضوع آخر وأهميته لإيران أكبر من لبنان بكثير وبوضوح شديد، اليمن هو الممر الإيراني للحرمين الشريفين، وهذه الحرب تخاض لوضع اليد على الحرمين الشريفين في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، ومن لا يريد أن يفهم خصوصية هذه الحرب هو كالنعامة يدفن رأسه في رمال الصحراء!
الحلّ، وبصدقٍ شديد، هو في استخدام العرب لترسانتهم الصاروخية البالستيّة لقصف طهران، إيران لا تفهم إلا بهذه اللغة، علاج أزمة إيران هو بفهمها أن بإمكان العرب أن يزعزعوا استقرارها تماماً مثلما تفعل هي معهم، حان الوقت لوحدة عربيّة عسكرية لمواجهة إيران، الجيوش العربيّة قادرة على تنظيم صفوفها لفتح جبهات جهنّم على إيران، وهذا وحده سيردع الخامنئي ومخططاته الشيطانيّة، غير هذا توقعوا أن تستمر حرب استنزاف السعودية في اليمن أكثر من حرب الاستنزاف بعد هزيمة العام 1967، ثمة مثل يقول «وقوع البلاء ولا انتظاره»، من المؤسف أن العجز العربي تجاه إيران يتوسّل «انتظار البلاء» لأنّهم يخافون من مواجهته!