IMLebanon

الارهاب على الحافة … في مشهدين

تطفو على السطح في هذه الآونة ظواهر ولا نقول تحولات ملفتة تثير الانتباه، ولكن من السابق لأوانه التكهن بما ستسفر عنه من نتائج. أولى هذه الظواهر ارتفاع النبرة في العالم ضد الارهاب، وبخاصة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش. وبينما كان الخطاب السياسي الغربي ولا سيما الأميركي يصور هذا التنظيم بأنه القوة التي لا تقهر، ويحتاج الأمر الى سنوات كثيرة للقضاء عليها، يتردد اليوم في أنحاء عديدة من العالم خطاب معاكس يوحي بأن نهاية داعش قد اقتربت! ومن هذه المؤشرات الأنباء الخارجية من واشنطن وتقول إن الرئيس الأميركي أوباما سيطلب من الكونغرس تفويضاً ل محاربة داعش.

ومنها أيضاً ما صرح به جون ألن منسق التحالف الدولي للقضاء على داعش وقال فيه إنه يترقب هجوماً برياً واسعاً ووشيكاً على هذا التنظيم. وجاءت زيارته الى الأردن في توقيت له ايحاءاته، وفي مناخ سلسلة الغارات الجوية التي قام بها سلاح الجو الأردني على مقرات التنظيم انتقاماً للطيار الشهيد الكساسبة. يضاف الى ذلك ارتفاع النبرة أيضاً ضد دواعش نيجيريا المعروفين باسم بوكو حرام، وقيام تحالف اقليمي افريقي ضدهم، والذهاب الى حد القول بأن هذا التنظيم الذي يعيث فساداً في شمال نيجيريا، ستتم تصفيته في غضون ستة أسابيع!

***

على المقلب الآخر من الارهاب، يتصدر المشهد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة المتطرفين في اسرائيل. واتخذ لبنان الرسمي موقفاً وطنياً وقومياً شجاعاً باعتذاره عن عدم حضور قمة مكافحة الارهاب في واشنطن بسبب دعوة اسرائيل الارهابية للمشاركة فيها. وفي الوقت الذي كان فيه نتنياهو يحفر حفرة للرئيس اوباما بذريعة الاتفاق الوشيك حول الملف النووي الايراني، تطفو ظواهر على السطح توحي بأن نتنياهو سقط، أو هو على وشك السقوط في هذه الحفرة! ومن مضاعفات اصراره على القاء خطابه المنتظر أمام الكونغرس، هو انشقاق مزدوج يتخذ طابع الحدة داخل اسرائيل، وانشقاق مواز داخل اميركا في الأوساط اليهودية أو المؤيدة لاسرائيل. وقد استفزت وقاحة المواقف التي يتخذها رئيس وزراء اسرائيل العديد حتى من الشخصيات الوازنة المعروفة بتأييدها الأعمى للدولة الصهيونية تقليدياً…

وفي حالتي داعش من جهة، ونتنياهو من جهة ثانية، الظواهر متماثلة، ولكنه من غير الواضح مسبقاً مآل هذه التطورات ونتائجها… فلننتظر، لنرى ما يستجد.