صرنا في حال يصح فيها شر البلية ما يضحك، وإن كان من نوع المضحك المبكي، وصار الرجل إذا اختلف وزوجته هددته بـ«داعش»… والإرهاب.
ويبدو أنّ هذا المصطلح لم يعد لديهم سواه ليستخدموه، و»حقوق النشر» هي لبشار الأسد الذي أطلق هذا الشعار، أي الإرهاب وظل يردّده ستة أشهر منذ أن بدأت الثورة السورية «السلمية» فقمع الشعب الأعزل بذريعة مكافحة الإرهاب.
ثم ورث «حزب الله» هذا المصطلح بدءاً بالسيّد حسن نصرالله مروراً بنائبه نعيم قاسم لنصل الى حسين الحاج حسن من دون أن يفوتنا ذكر الموسوي وفنيش وحسن فضل الله(…)
اليوم انتقلوا الى مصطلح جديد: الحرص على الجيش… الخوف على الجيش…
هذا جميل، وكنا نتمناه من زمان… ويقولون إنّهم «مبسوطون» من الموقف السياسي لزعيم السُنّة سعد الحريري… وهو الموقف المؤيّد تأييداً مطلقاً للجيش اللبناني من دون حدود أو تردّد أو تحفّظ.
فما دمتم واثقين بالجيش الى هذا القدر… فما هو السبب الذي يحول دون أن يكون «حزب الله» فرقة في هذا الجيش، والقرار يعود الى الدولة اللبنانية؟! بدل أن يكون فرقة إيرانية قرارها في يد الحرس الثوري ومفوّضه السامي قاسم سليماني؟!. هذا إذا كان حرصهم صحيحاً، وإذا كانوا منسجمين مع أنفسهم.
وسنغض النظر عن الخلافات كلها القائمة مع «حزب الله»… وبالذات بالنسبة الى تفرّدهم بقرار الذهاب الى سوريا حيث تذرّعوا بحماية المقامات الدينية… فانخرطوا في حرب النظام ضد شعبه، ولكن انخراطهم هو في الحقيقة الحرص على مقام بشار الأسد، وليس المقامات الدينية.
لقد خلق النظامان السوري والعراقي «داعش»، ثم انّ «حزب الله» هو الذي استجلب هذا التنظيم الى لبنان الذي لم يكن ليأتي لولا تورّط الحزب في سوريا.
وهذه أيضاً نغض النظر عنها، أصلاً أن يتصرّف الحزب لبنانياً فيسقط عن نفسه التهمة بأنّه يتلقى أوامره من إيران.
ونقطة ثانية بارزة نود الإضاءة عليها وهي أنّ الخلاف مع «حزب الله» ليس لأنّ الحزب شيعي، ولا هو موقف لأهل السُنّة تجاه الشيعة… ولو عدنا الى الأمس غير البعيد، الى العام 2006 فقد كانت صوَر السيّد حسن نصرالله في الأزهر وفي سائر عواصم بلدان العالم العربي… أفلا يسأل «حزب الله» نفسه أين وكيف صارت صورته في العالم العربي؟ ولماذا؟
ولنكن صريحين مع الحزب: عندما كان «حزب الله» يدافع عن لبنان… عن الأرض… عن القضية… كان كل لبناني معه (مسلماً كان أو مسيحياً)، ولكن بعد حرب العام 2006 التي كانت تنفيذاً لقرار إيراني، سقط تفويض اللبناني الحزب باقتناء السلاح للدفاع عن لبنان، لأنّه صار يدافع عن إيران وعن سوريا وليس عن لبنان.