لا تخفي مصادر مطلعة قلقها من تسلل عناصر ارهابية الى الاراضي اللبنانية، من المعابر غير الشرعية في الشمال والبقاع. وترى هذه المصادر ان احتمال تسلل “الدواعش” وارد جدا، لسهولة التخفي بين اعداد النازحين الوافدين يوميا بالمئات ، وان دخول “الدواعش” امر منظم ومرتب، باتجاه لبنان الذي يشهد فلتانا امنيا في اكثر من منطقة خاصة في الشمال.
في طرابلس من نفى واستنكر واعتبر ان الحديث عن “دواعش” في مدينتهم كلام مبالغ فيه، الى درجة اعتبار كل كلام عن دخول ارهابيين مؤامرة تستهدف المدينة والشمال، او انها تحضيرات لأمر ما يُعدّ لطرابلس ..
وتشير الاوساط الى ان الامر لا يخلو من مؤيدين لـ “داعش” او لـ “النصرة”، وان هناك لدى البعض هوى يميل نحو المنظمات الارهابية التكفيرية، وان المرجعية الدينية الرسمية لم تعالج لغاية اليوم مسألة بعض المساجد التي يتولاها تكفيريون، وتجري فيها محاضرات ودروس دينية تكفيرية تحاكي نهج “داعش” و”النصرة”.
وتعتقد هذه المصادر، انه جرى تسلل قيادات “داعشية” مكلفة بمهمات على الساحة اللبنانية، وليست طرابلس وحدها الهدف ، انما توزعوا في اكثر من منطقة لبنانية، وانشأوا خلايا سرية، ويقدمون اغراءات مالية في ظل الظروف المعيشية الخانقة، خاصة للشباب الذين سدت ابواب العمل في وجوههم، ولتفشي الفقر والجوع بين العائلات التي تعاني من صعوبة في تأمين الرغيف والطبابة والاستشفاء والتعليم، وان هؤلاء يشكلون لقمة وفريسة سهلة امام المنظمات التكفيرية التي تتوفر لديها الدولارات بكميات وافرة…
وتوضح المصادر، ان المعابر غير الشرعية تشهد يوميا تسلل ما يقارب الخمسمئة الى ألف شخص في الشمال، يسلكون طرقات وسط الاراضي الزراعية التي لا تستطيع الآليات العسكرية الدخول اليها، وان ارتالا من النازحين يسيرون كل ليلة في تلك الاراضي، وصولا الى منازل اعدت لاستقبالهم المؤقت لبضعة ساعات، ثم تصل “فانات” لتقلهم الى المناطق اللبنانية.
دوريات الجيش اللبناني تتمكن من توقيف عشرات النازحين المتسللين، كما تنفذ عمليات دهم لعصابات التهريب والاتجار بالبشر ، حيث اوقفت مؤخرا عددا منهم، وتتابع دوريات الجيش ملاحقاتها لعمليات التهريب وفق امكانياته المتاحة هو وبقية الاجهزة الامنية، لا سيما الامن العام وقوى الامن الداخلي..