IMLebanon

شارع الإرهابي مصطفى بدر الدّين

 

يجد اللبنانيون أنفسهم أنواع، أسوأ أنواع المتباهين بوقاحة و»جقامة» بالقتلة والإرهابيّين، وكلّما قرّر الفريق المقتول العض على الجرح لصالح الأمن والسِّلم في البلد نجد أمثال النائب نواف الموسوي يتباهى برفع صورة للإرهابي مصطفى بدر الدّين قيل إنه رفعها في مكتبه في المجلس النيابي ـ وهو رأس الإشراف على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ـ ومذيّلة بعبارة «سيف المقاومة»، «قال مقاومة قال»، علينا أن نتوقّع التمادي أكثر من هذا الجناح المجرم والإرهابي المفروض حكماً ـ الذي يداريه المعنيّون بدافع الخوف من الخراب والحرب المذهبيّة ـ وهذا الفريق الذي يتباهى بمجرميه ويرفعهم إلى مرتبة القدّيسين علينا أن نتوقع المزيد من الوقاحة منه، وليس إطلاق اسم الإرهابي مصطفى بدر الدّين، قاتل رئيس حكومة لبنان الرئيس رفيق الحريري ـ إلا أوّل غيث الوقاحة!

 

لماذا نسوق هذه القسوة في التوصيف، هذا القاتل الذي يمتهن القتل والإرهاب منذ ثمانينات القرن الماضي، وإرهاب بدر الدّين مشهود في العالم وفي الخليج العربي، قبل إشرافه على تنفيذ أكبر عملية إرهابية هزّت المنطقة باغتيال رفيق الحريري، لم يعد مقبولاً السكوت على هذا «الفجور» الإرهابي، المشكلة ليست في استفزاز اللبنانيين بصورة لافتة شارع تحمل اسم قاتل، ماذا هم فاعلون إذا استيقظنا غداً لنجد لبنان مزنّراً بلوحات إعلانية ضخمة تحمل صور هذا القاتل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وحزب الله «بيعملها»، من سيسكت عندها على هذا الاعتداء الصّارخ الذي يرفع صورة القاتل ويمزق صورة القتيل؟!

للمناسبة، نحن هنا نحذّر من الواقعة، وقبل أن تقع، سيخرج أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ليرفع الإرهابي مصطفى بدر الدّين إلى مصاف الذين استشهدوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وسيصرخ في وجوه اللبنانيين بشعار حزب الله هذا العام لعاشوراء «ما تركتك يا حسين»، فماذا أنتم فاعلون؟! سيرفع حزب الله عاجلاً أم آجلاً وفي شهر شباط الذي اغتيل فيه الرئيس الحريري صور مصطفى بدر الدّين تحت عنوان «الشهداء القادة»، فماذا أنتم فاعلون؟! سياسة دفن الرؤوس في الرّمال كالنّعامة لا تجدي نفعاً مع الإرهاب، ولا مع حاضنيه، ولا مع نوّابه ووزرائه، وجمهوره، وهنا، نحن نرفع الصوت حتى لا تذهب الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، نبّهوا حزب الله ـ ما دمتم مصرّين على مشاركته ومجالسته في الحكومات ـ «أن يضبّ» أمثال هؤلاء، ولا يجرّ البلد إلى احتقان جديد بأفعال المستفزّين الوقحين!

هذا الإرهابي القاتل لن يرتفع له اسم على شارع في لبنان، «تخنتوها كتير»، هذا الإرهابي أشرف على تنفيذ سبعة تفجيرات في الكويت وقعت في يوم واحد في 13 كانون الأول 1983، وهذا الإرهابي أشرف على تنفيذ تفجير موكب الرئيس الحريري بكميّة متفجرات توازي ربما وزن كل التفجيرات التي خطط لها ونفذها في حياته، وهذا الإرهابي طُوِيَتْ بمقتَلِه في سوريا، مساء الخميس 13 أيار 2016، الصفحةٌ الأولى والأبشَع التي صدّرت الإرهاب الإيراني إلى لبنان والمنطقة العربية، ولن يبقى من ذكره وذكراه سوى هذا الوسم بالإرهاب والجرائم والقتل والاغتيال…

نحن نتفهّم الحرص على أمن البلد وأهله، وفي كلّ المرّات التي استدرج فيها حزب الله البلاد إلى حافة حرب مذهبيّة رفض الشعب اللبناني الانجرار إليها، وخصوصاً أبناء الطائفة السُنيّة، ولكن هذا لا يعني أن تأخذ الوقاحة و»الجقامة» مداها إلى هذا الحدّ، هذا الاستفزاز غير مقبول، ويجب وضع حدّ نهائي له، وللمناسبة البلديّة التي رفعت لافتة باسم هذا القاتل، يجب أن تحاسب، لأنّها ـ في الحدّ الأدنى ـ تابعة للدولة وتجبي الأموال باسمها وتخصص لها الدولة أيضاً ميزانيّة، وإلا سنجد حبل حرب تسمية الشوارع «فالت وعن أبو جنب»!