Site icon IMLebanon

كشف الشبكات الإرهابيّة حمل رسائل سياسيّة متشعّبة إحباط الهجوم على عثمان .. والتفاف سنّي حول شخصيات «المستقبل»

 

 

ما أعلنه وزير الداخلية بسام المولوي عن احباط عمل ارهابي كبير كان يحضر لاستهداف الضاحية الجنوبية بسيناريو ثلاث هجمات انغماسية، قد لا يكون الا جزءا يسيرا من معلومات خطرة أخرى تتحفظ عنها الأجهزة الأمنية والمخابراتية، في اطار ما يعرف بالمرحلة الشديدة الخطورة التي يتحدث عنها سياسيون وأمنيون في ال٨٠ يوما الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية المقبلة.

 

لكن أهم من الاكتشاف الأمني، هو في الجهاز الذي أحبط العملية، وهو فرع المعلومات الذي شارك رؤساؤه وضباطه في المؤتمر الذي نظمه وزير الداخلية، عارضين الأسلحة والمتفجرات والسترات المفخخة للارهابيين ، وحيث يحكى عن عملية تنسيق بين الفرع وحزب الله أيضا في كشف اللثام عن العملية، الا ان المفارقة الأساسية تكمن في التوقيت الذي تم فيه عرض الإنجاز، عشية ما حكي عن مثول مدير عام الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان امام القاضي نقولا منصور والزوبعة السياسية والاعلامية التي أثارها استدعاء عثمان في قضية عدم تنفيذ المذكرة القضائية لجلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى التحقيق .

 

المفارقة الكبرى، في ان الجهاز المعني يتعرض لحملة سياسية كونه محسوبا على فريق سياسي، تماما كما يحصل في موضوع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عثمان الذي يعتبر من أبرز الوجوه الأمنية المقربة من رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي أعلن عزوفه عن خوض الإنتخابات وتعليق العمل السياسي ، وفي اطار ما يعرف عن معركة تصفية حساب بين «التيار الوطني الحر» و»المستقبل»، فالإنجاز الأمني الذي تقصد وزير الداخلية التفاخر به، واهداء الشكر للمدير العام لقوى الأمن الداخلي، يأتي في اطار الرسائل السياسية أيضا بين الطرفين ، مع الاستنتاج المؤكد ان أحدا من المرجعيات السياسية لدى الطائفة السنية، من بيت الوسط الى المرجعيات الأخرى لن يقبل المسّ بالموقع الأمني والمميز للطائفة.

 

وبطبيعة الحال، فان الانجاز يعتبر نكسة للعملية السياسية الانتحارية التي يقودها «التيار الوطني الحر» ضد «المستقبل» ورموزه الأمنية في سياق التجييش الإنتخابي ضد «المستقبل» واصرار «الوطني الحر» على الحملة ضد عثمان، والمطاردة القضائية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فالتيار مصمم على الضغط والتصعيد، فيما يقف «المستقبل» لتطويق «الحملة الباسيلية» ضد عثمان التي يعتبرها تكملة لحملة مستمرة عمرها سنوات من زمن التسوية الرئاسية ، عندما كانت العلاقة مع التيار في عصرها الذهبي على خلفية التعيينات في المديرية ومناقلات الضباط ، وما كان يعرف بسعي ومحاولة رئيس التيار التسلل الى المديرية واقتناص المواقع الأمنية والترقيات داخل المديرية.

 

اكتشاف الشبكة الإرهابية دحض فرصة كانت متاحة لازعاج «المستقبل» من خلال التصويب على اللواء المحسوب على «الحريرية السياسية» ، بحجة التمنع عن تنفيذ مذكرة قضائية، وفي اطار حملات كثيرة سيقت سابقا ضده، وهو الذي سطر انجازات في المديرية التي تسلمها من عام ٢٠١٧، بعد انتقاله من شعبة المعلومات التي كان رئيسا لها عند اغتيال رئيس الفرع اللواء الشهيد وسام الحسن، وقد ارتبط اسمه بملفات صعبة في مرحلة حافلة بالتهديدات الأمنية والاغتيالات ، تضمنت تفكيك شبكات ارهابية ، واختراق «داعش»، ومكافحة التجسس.

 

التراشق الذي حصل الأسبوع الماضي بين «المستقبل» و»التيار» أعاد الى الأذهان الاحتقان الماضي بينهما، الذي بدأ مع استقالة الحريري من الحكومة واحتدم مع سقوط التسوية الرئاسية بينهما، حيث ضاعف اعتزال الحريري من حجم الهوّة وقطع الطريق نهائيا على أي مبادرة قد تنشأ في المرحلة المقبلة، اذ يتهم «المستقبل» «التيار الوطني الحر» بمحاولة الغاء «الحريرية السياسية» من خلال ازعاج شخصيات محسوبة عليه لكسب الشعبوية والتجييش ، وتسجيل انتصارات عشية الإنتخابات، وفي سياق الحملات الدائمة والمستمرة من سنوات ضده.